وليختزن الرجل لسانه، فإنه هذا اللسان جموح بصاحبه، والله ما أرى عبدا يتقي تقوى تنفعه حتى يختزن لسانه، وإن لسان المؤمن من وراء قلبه، وإن قلب المنافق من وراء لسانه، لان المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيرا أبداه وإن كان شرا واراه، وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه ولقد قال رسول الله: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه فمن استطاع منكم أن يلقى الله سبحانه وهو نقى الراحة من دماء المسلمين وأموالهم سليم اللسان من أعراضهم فليفعل (1) ومن كلام له (عليه السلام): ألا إن اللسان بضعة من الانسان فلا يسعده القول إذا امتنع (2) ولا يمهله النطق إذا اتسع، وإنا لأمراء الكلام وفينا تنشبت عروقه، وعلينا تهدلت غصونه واعلموا رحمكم الله أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل، واللسان عن الصدق كليل، واللازم للحق ذليل الخبر (3) وقال في وصيته لابنه الحسين (عليهما السلام): تلافيك ما فرط من صمتك أيسر من
(٢٩٢)