ولا يعرفون ما آدم وما إبليس، هكذا إلى يوم القيامة. وقيل: إن يوم القيامة تبدل أرضنا هذه بتلك الأرض والله أعلم.
وقال: السرنديب هو جبل بأعلى الصين في بحر الهند وهو الجبل الذي اهبط عليه آدم عليه السلام وعليه أثر قدمه غائص في الصخرة طوله سبعون شبرا، وعلى هذا الجبل ضوء كالبرق ولا يتمكن أحد أن ينظر إليه، ولا بد لكل يوم فيه من المطر فيغسل قدم آدم عليه السلام. وحوله من أنواع اليواقيت والأحجار النفيسة وأصناف العطر والأدوية ما لا يوصف، فإن آدم خطا من هذا الجبل إلى ساحل البحر خطوة واحدة وهو مسيرة يومين.
وقال: حكي عن عبادة بن الصامت قال: أرسلني أبو بكر إلى ملك الروم رسولا لأدعوه إلى الاسلام، فسرت حتى دخلت بلاد الروم، فلاح لنا جبل يعرف بأهل الكهف فوصلنا إلى دير فيه وسألنا أهل الدير عنهم، فأوقفونا على سرب في الجبل فوهبنا لهم شيئا وقلنا نريد أن ننظر إليهم، فدخلوا ودخلنا معهم، وكان عليهم باب من حديد ففتحوه لنا فانتهينا إلى بيت عظيم محفور في الجبل فيه ثلاثة عشر رجلا مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود وعلى كل واحد منهم جبة غبراء وكساء أغبر قد غطوا بها من رؤسهم إلى أقدامهم، فلم ندر ما ثيابهم من صوف أو وبر إلا أنها كانت أصلب من الديباج فلمسناها فإذا هي تتقعقع من الصفاقة، وعلى أرجلهم الخفاف إلى أنصاف سوقهم مستنعلين بنعال مخصوفة (1) وخفافهم ونعالهم في جودة الخز ولين لجلود ما لم ير مثله. قال:
فكشفنا عن وجوههم رجلا رجلا فإذا هم في وضاءة الوجوه وصفاء الألوان وحسن التخطيط، وهم كالاحياء بعضهم في نضارة الشباب، وبعضهم قد خطه الشيب، وبعضهم شعورهم مظفورة، وبعضهم شعورهم مضمومة وعلى زي المسلمين، فانتهينا إلى آخرهم فإذا فيهم مضروب على وجهه بسيف كأنما ضرب في يومه! فسألنا عن حالهم وما يعلمون من أمورهم، فذكروا أنهم يدخلون عليهم في كل عام يوما، ويجتمع أهل تلك الناحية على الباب فيدخل عليهم من ينفض التراب عن وجوههم وأكسيتهم، ويقلم أظفارهم