12 - كتاب الأقاليم والبلدان: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون - إلى - وكذلك تخرجون " كتب له من الحسنات بعدد كل ورقة ثلج (1) على جبل سيلان. وما السيلان يا رسول الله؟ قال: جبل بأرمنية وآذربيجان عليه عين من عيون الجنة وفيه قبر من قبور الأنبياء.
قال أبو حامد الأندلسي: على رأس هذا الجبل عين عظيمة مع غاية ارتفاعه، ماؤه أبرد من ماء الثلج كأنما يشبه بالعسل لشدة عذوبته، وبجوف هذا الجبل ماء يخرج من عين يصلق البيض لحرارته يقصدها الناس لمصالحهم، وبحضيض هذا الجبل شجر كثير ومراع وشئ من حشيش لا يتناوله انسان ولا حيوان إلا مات لساعته.
قال القزويني: ولقد رأيت الخيل والدواب ترعى في هذا الجبل فإذا قربت من ذلك الحشيش نفرت وولت منهزمة كالمطرودة، وقال: قال القزويني: في قرية من قرى قزوين جبل حدثني من صعده أن عليه صورة كل حيوان من الحيوان على اختلاف أجناسها وصور الآدميين على أنواع أشكالها عدد لا تحصى وقد مسخوا حجارة وفيه الراعي متكئا على عصاه، والماشية حوله كلها حجارة، وامرأة تحلب بقرة وقد تحجر، والرجل يجامع امرأته وقد تحجر، وامرأة ترضع ولدها وهلم جرا هكذا.
13 - وقال: حكي أنه دخل على جعفر الصادق عليه السلام رجل من همدان، فقال له جعفر الصادق عليه السلام: من أين أنت؟ قال: من همدان، فقال له: أتعرف جبلها " راوند " قال له الرجل: جعلت فداك إنه " أروند " قال: نعم، إن فيه عينا من عيون الجنة.
بيان: كان الجبل مسمى بكلا الاسمين، والصحيح من اسمه " راوند " وإنما صدقه لأنه هكذا أعرف عندهم.
وقال: جبل قاف محيط بالأرض كإحاطة بياض العين بسوادها، وما وراء جبل قاف فهو من حكم الآخرة لا من حكم الدنيا. وقال بعض المفسرين: إن لله سبحانه وتعالى من وراء جبل قاف أرضا بيضاء كالفضة المجلوة طولها مسيرة أربعين يوما للشمس وبها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملك منهم من إلى جانبه من هيبة الله تعالى