من يضاهي بدعائه عند كفه وعند انبساطه نوحا نبيه، ثم نادت الأفاعي: يا رسول الله: قد اشتد غضبنا غيظا على هؤلاء الكافرين، وأحكامك وأحكام وصيك جايزة علينا في ممالك رب العالمين، ونحن نسألك أن تسأل الله تعالى أن يجعلنا من أفاعي جهنم التي تكون فيها لهؤلاء معذبين، كما كنا لهم في الدنيا ملتقمين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أجبتكم إلى ذلك، فالحقوا بالطبق الأسفل من جهنم بعد أن تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء هؤلاء (1) الكافرين ليكون أتم لخزيهم وأبقى للعار عليهم إذا كانوا بين أظهرهم مدفونين، يعتبر بهم المؤمنون المارون بقبورهم، يقولون:
هؤلاء الملعونون المخزيون بعداء ولي محمد: سلمان الخير من المؤمنين، فقذفت الأفاعي ما في بطونها من أجزاء أبدانهم فجاء أهلوهم فدفنوهم وأسلم كثير من الكافرين، وأخلص كثير من المنافقين، وغلب الشقاء على كثير من الكافرين والمنافقين، وقالوا: هذا سحر مبين، ثم أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على سلمان فقال:
يا با عبد الله أنت من خواص إخواننا المؤمنين، ومن أحباب قلوب ملائكة الله المقربين إنك في ملكوت السماوات والحجب الكرسي والعرش وما دون ذلك إلى الثرى أشهر في فضلك عندهم من الشمس الطالعة في يوم لا غيم فيه ولا قتر ولا غبار في الجو أنت من أفاضل الممدوحين بقوله: " الذين يؤمنون بالغيب " (2).
توضيح: قال الفيروزآبادي: المش: الخلط حتى يذوب، ومسح اليد بالشئ لتنظيفها، ومص أطراف العظام كالتمشش، وأخذ مال الرجل شيئا بعد شئ. والقتر: الغبرة.
10 - مناقب ابن شهرآشوب: روى حبيب بن حسن العتكي. عن جابر الأنصاري قال: صلى بنا أمير المؤمنين (عليه السلام) صلاة الصبح، ثم أقبل علينا فقال: معاشر الناس أعظم الله أجركم في أخيكم سلمان، فقالوا في ذلك، فلبس عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودراعته، و أخذ قضيبه وسيفه، وركب على العضباء وقال لقنبر: عد عشرا، قال: ففعلت فإذا