(اسم أبيه اسم أبي) وذكره أبو داود وليس فيه ذلك (١).
ولو سلمت الزيادة فقد قال خطيب دمشق: المراد بالأب الحسين الذي هو الجد الأعلى وقد شاع في لسان العرب إطلاق الأب عليه، وفي الكتاب ﴿ملة أبيكم إبراهيم﴾ (٢) ﴿واتبعت ملة آبائي إبراهيم﴾ (3) والمراد باسم الأب الذي هو الحسين كنيته وهو أبو عبد الله، وقد استعمل الفصحاء الاسم في الكناية وقد أسند البخاري ومسلم إلى سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وآله سمى عليا أبا تراب ولم يكن له اسم أحب إليه منه، فأطلق النبي على الجد اسم الأب، وعلى الكنية لفظة الاسم، لتكون الألفاظ مختصرة جامعة لتعريف صفات الإمام، وأنه من ولد الحسين عليه السلام وهذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الإشكال، فافهمه انتهى كلام الخطيب الشافعي.
قالوا: قلتم أنصاره ثلاثمائة وثلاثة عشر، فلم لا يخرج اليوم وأنصاره أكثر؟
قلنا: علمنا ذلك بالخبر، على أن الكثرة؟ لا تعتبر، فإن النبي حارب في بدر بذلك العدد، ولم يكن فيهم إلا سبعة أسياف، والباقي بجريد النخل، ولم يحارب في الحديبية ومعه ألف وسبعمائة بحسب المصلحة، وصالح الحسن معاوية في آلاف وحارب الحسين في قوم قليلين.
قالوا: كيف يمكن الغاصب التوبة وهي بتسليم حقه إليه مع غيبته، قلنا:
يكفيه خروج الغصب من يده والوصاءة لكل أحد به، وشهرة أمره.
قالوا: ظهوره مشروط بزوال خوفه، ولا علم له بما في قلوب الناس له، فلا يزول خوفه، قلنا: عندنا أن آباءه أعلموه بمدة غيبته وبعلامات وقت ظهوره بما نقلوه عن جده عن جبرائيل عن ربه، على أن خروجه يجب إذا غلب السلامة في ظنه، كما يجب النهي عند أمارة إنجاعه، وغير ممتنع أن يعلمه الله بآياته وبإلهامه أنه متى غلب على ظنه زوال خوفه، وجب خروجه تبعا لظنه الذي هو طريق إلى علمه بزوال خوفه.