كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (1)) و (قالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا (2)) وقال تعالى: (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض (3) وقال: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (4)) والأئمة عليهم السلام لم ينقل أنهم أخذوا من غير آبائهم عن جدهم عن ربهم، وقد كان لكل واحد في زمانه رجال كثير يأخذون عنه.
وأما أمير المؤمنين فأحكامه مشهورة اعترف الشيخان وغيرهما بسعتها.
وابنه الحسن حكم في بيض نعام كسره محرم بإرسال الإبل بعددها، وحكم في البقرة التي قتلت الحمار إن كانت دخلت عليه في منامه ضمن صاحبها، وإن دخل عليها فهدر، بعد أن حكم الشيخان بقولهما: بهيمة جنت على بهيمة فلا ضمان.
الحسين عليه السلام، أخذت عنه الأحكام وعلم الفرزدق المناسك وغيرها.
زين العابدين مع شدة خوفه، وانقطاعه لعبادة ربه، أخذ عنه الزهري وعطاء وغيرهما وحاض قوم في الصوم فقسمه لهم إلى أربعين قسما، وذكر ابن طلحة أن أعرابيا قطع القفار إلى الحسن ليكلمه في عويص العربية، فأشار بعض من حضر أن يبدأ بالحسين فسلم وقال: جئتك من الهرقل والجعلل، والأثيم والهمهم، ثم قال:
هفى قلبي إلى الهيف * وقد ودع شرحيه وقد كان البقا غضا * بجراري ذيليه علالات ولذات * فيا سقيا لعصريه فلما علم الشيب * من الرأس نطاقيه وأمسى قد عناني * منه تجديد خضابيه تسليت عن اللهو * وألقيت قناعيه فلو يعلم ذو رأي * أصيل فيه رأييه