التقوى ما لم يكن فيها تحيز إلى خلاعة أو اقتراف مأتم اما رجال هذا البيت فقد جمعوا بين التبتل ولطف الشاكلة وضموا إلى الأقبال على المولى سبحانه التبسط في المعاشرة والى الرزانة خفة الأريحية والى البرهنة العلمية التصويرات الشعرية فتجد أي فرد منهم بينا هو فقيه بارع أن حكيم متأله أو محدث ثبت، شاعر مفلق أو خطيب مدره أو كاتب بارع يرون في ذلك تتميما لفضلهم الظاهر وشرفهم الوضاح وحسبهم المتألق، كما أنهم يجدون من كمال نسكهم واغراقهم نزعا في التعبد التصدي لإغاثة الملهوفين وانجاح طلبات المضطرين ونصره المظلوم والانتصاف من الظالم فيراغمون نفوسهم الطاهرة بمخالطة رجالات الدولة ويدارون امراء الوقت تحصيلا لتلك الغايات الثمينة التي حث الأئمة الأطهار عليهم السلام عليها ففي حديث الكاظم (ع): ان لله تعالى أقواما بأبواب الجبابرة يدفع بهم عن أوليائه وهم عتقاؤه وهم عتقاؤه من النار (1) ولم يأذن عليه السلام لعلي بن يقطين الهرب من وزارة هارون الرشيد لما يعهده منه من القيام بشؤون الشيعة وتدبير أمورهم والعود عليهم (2) وعلى هذا الأساس قام آل طاووس ومنهم سيدنا المترجم بتولية نقابة العلويين وتدبير شؤونهم والدفع عما ينالهم من العدوان وأول من
(المقدمة ٥)