قال جعل قبر أبي بكر مثل قبر النبي " ص " مسطحا ورش عليه الماء (1).
ومن ذلك ما ذكروه في صفة قبر إبراهيم بن نبيهم وأنه كان مسطحا، وإن ذلك فعلوه بأمر نبيهم وهو مذهب الشافعي وأصحابه، قالوا هو المذهب إلا أن أبا هريرة قال التسنيم أحب إلي وكذلك ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. قال: لأنه صار شعار أهل البدع.
(قال عبد المحمود) مؤلف هذا الكتاب: فانظر رحمك الله تعالى إلى قوة أخبارهم وفتوى شافعيهم وأصحابه بتسوية القبور وتسطيحها، ثم ناظر إلى قبورهم ومخالفتهم لسنة رسولهم وتسنيمها، فانظر في عذر من اعتذر منهم بأنه ترك سنة رسولهم وعمل بخلافها من البدعة حيث قد صار شعار قوم من أهل البدع وما عنده وعند من اتبعه من البصيرة وما يفهمون أنهم قد عابوا ما دخلوا فيه، لأنهم أيضا قد أبدعوا بتسنيمها فلهم أسوة بمن أبدع، ولأنه لو جاز ترك كل ما وقع فيه خلاف من شريعتهم وخالف فيه قوم بغير الحق لوجب أن يتركوا جميع الشريعة، ففي الجميع خلاف يعرفه أهل البصائر والإنصاف.