زهده وصدقه في تأليف أحمد بن حنبل في الجزء الأول منه قال: سألت رسول الله " ص " أيسر بالجنازة؟ فقال: الجنازة متبوعة وليست بتابعة. ورواه بنحو هذه الألفاظ في الجزء الخامس أيضا.
أقول: هذا تصريح بأن الجنازة متبوعة وينكرون على من يسير وراءها.
ومن طريف ما رووه أن من يسير بين يدي الجنازة لم يكن تابعها ما ذكره الخطيب في تاريخه في حديث سهل بن مغيرة إن ثابت بن قيس أتى النبي " ص " فقال له إن أمي ماتت وهي نصرانية وأحب أن أشهدها، فقال النبي: أركب وتقدمها فإنك إذا تقدمتها لم تكن معها.
(قال عبد المحمود): ولقد رأيت في الجزء الخامس من مسند علي ابن أبي طالب عليه السلام تأليف أبي عبد الله بن سليمان الحضرمي بإسناده إن أبا بكر وعمر كانا يمشيان أمام الجنازة وإن عليا كان يمشي خلفها، فقيل لعلي:
يسيران أمامها فقال: قد علمنا أن المشي خلفها أفضل ولكنهما يسيران يمتازان بين أعلى الناس.
(قال عبد المحمود): فهذه روايتهم أن عليا عليه السلام قال في حياة أبي بكر وعمر أن السير وراء الجنازة أفضل وأنه عمل بذلك، واليوم (1) يواقفهما واعتذر لهما.
وفي رواية أن عليا عليه السلام روى عن النبي " ص " إن فضل المشي خلف الجنازة على من يسير أمامها كفضل الفريضة على النافلة.
ومن طرائف ما رأيت من جماعة منهم أنهم ينكرون الصلاة على الجنائز بخمس تكبيرات، وإن ذلك عندهم من البدع والمنكرات وأخبارهم الصحاح عندهم يتضمن ضد ما أنكروه وتحقيق ما جهلوه.