علي ومثلها لم يتفق لعلي عليه السلام.
(الرابع) نقل عن علي عليه السلام أنه قال: والله لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية نزلت في بحر ولا بر ولا سهل ولا جبل ولا سماء ولا أرض ولا نهار إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وفي أي شئ نزلت.
طعن أبو هاشم وقال: التوراة منسوخة فكيف يجوز الحكم بها؟
الجواب عنه من وجوه:
الأول - لعل المراد شرح كمال علمه بتلك الأحكام المنسوخة على التفصيل وبالأحكام الناسخة الواردة في القرآن.
والثاني - لعل المراد أن قضاة اليهود والنصارى متمكنون من الحكم والقضاء على وفق أديانهم بعد بذل الجزية فكان المراد أنه لو جاز للمسلم ذلك لكان هو قادرا عليه.
والثالث - لعل المراد أن يستخرج من التوراة والإنجيل نصوصا دالة على نبوة محمد " ص " وكان ذلك أقوى في التمسك بها على اليهود والنصارى.
(الخامس) أنا نتفحص عن أحوال العلوم وأعظمها علم الأصول وقد جاء في خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من أسرار التوحيد والعدل والنبوة والقضاء والقدر وأحوال المعاد ما لم يأت في كلام سائر الصحابة.
وأيضا فجميع فرق المتكلمين ينتهي آخر نسبهم في هذا العلم إليه، أما المعتزلة فهم ينسبون أنفسهم إليه، وأما الأشعرية فكلهم منتسبون إلى الأشعري وهو كان تلميذا لأبي علي الجبائي المعتزلي وهو منتسب إلى أمير المؤمنين، وأما الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر، وأما الخوارج فهم مع غاية بعدهم منتسبون