الذي هو من أعيان القرابة والصحابة لعلي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة نبيهم وبعد وفاة علي وبعد انقطاع الوحي وبعد انقطاع الخوف والرجاء منه في الدنيا بمحضر أعداء له من العباد وعلى رؤوس الأشهاد، فأين هذا من وصف المتقدمين عليه لولا عمي القلوب وظهور العناد والفساد.
وروى أيضا هذا الحديث أبو بكر بن مردويه وهو من أعيان علمائهم.
وروى أيضا ابن مردويه عن ضرار وعن الأعمش نحو حديث ابن عباس في مدح علي بن أبي طالب عليه السلام أو أبلغ من ذلك.
ومن عجيب آيات الله تعالى في علي بن أبي طالب عليه السلام ما ذكره الرضي الموسوي محمد بن الحسين في خطبة نهج البلاغة فقال ما هذا لفظه:
ومن عجائبه " ع " التي انفرد بها وأمن المشاركة فيها إن كلامه الوارد في الزهد والمواعظ والتذكير والزواجر، إذا تأمله المتأمل وفكر فيه المتفكر، وخلع من قلبه إنه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ أمره وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في أنه كلام من لاحظ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت أو انقطع إلى سفح جبل، لا يسمع إلا حسه ولا يرى إلا نفسه، ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه، فيقط الرقاب ويجدل الأبطال ويعود به ينطف دما ويقطر مهجا، وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الأبدال، وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه اللطيفة، التي جمع بها بين الأضداد وألف بين الأشتات، وكثيرا ما أذاكر الإخوان بها واستخرج عجبهم منها، وهي موضع للعبرة بها والفكرة فيها (1).
هذا آخر لفظ الكلام السيد الرضى في المعنى.
(قال عبد المحمود (: ومن عجيب آيات الله جل جلاله في مولانا علي بن