وأنت الملك - فضحك ابن مسعود وقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا:
مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله " ص " فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟
قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟
فيقول الله تعالى: أني لا أستهزئ منك وأنا ما أشاء قادر (1).
قال الرازي: وذكر حديثا طويلا عن أبي هريرة إلى أن قال: ثم يقول:
أي أدخلني الجنة. فيقول: أو لست قد زعمت ألا تسألني غيرها، ويلك يا بن آدم ما أغدرك وأمكرك، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول إلى الجنة.
(قال عبد المحمود): ورأيت في الجمع بين الصحيحين للحميدي في مسند أبي هريرة في الحديث الستين من المتفق عليه هذا الحديث بلفظ آخر قال:
فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله منه ثم يأذن له بدخول الجنة.
وروى الحميدي أيضا في مسند أبي هريرة في الحديث الثالث والتسعين بعد المائتين إن الله يضحك لرجلين - الخبر (2).
(قال عبد المحمود): أما خاف الله من يذكر أنه من المسلمين في رواية هذه الأحاديث وشهادته بصحتها، وهل كان يجوز أن تضاف هذه الأمور إلى أدنى عاقل؟ فكيف تضاف إلى الله عز وعلا ويوصف بهذه الصفات الشنيعة، إن هذا لكما تضمنه كتابهم " تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا " (3).