نفسه، هل توافق رسول الله في ذلك ويكون لك فيه أسوة حسنة، أو تكون في زمرة من أغضبها وأغضبه.
(قال عبد المحمود) مؤلف هذا الكتاب: ومن طريف ما أكثر التعجب ويحق لي أن أعجب من شهادة هؤلاء الأربعة المذاهب بتصديق هذه الأحاديث وما تقدم منهم في مدح فاطمة عليها السلام وأنها سيدة نساء العالمين وإن من أغضبها فقد أغضب أباها محمدا " ص " ومن آذاها آذاه وكتابهم يتضمن " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة " (1) ثم يشهدون ويصححون أن أبا بكر أغضبها وآذاها وهجرته ستة أشهر حتى ماتت، ثم وكيف تصدق العقول أن سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة تدعي باطلا وتطلب محالا وتريد ظلم جميع المسلمين وتأخذ صدقتهم وتموت مصرة على ذلك، ما يقبل هذا عقل صحيح ولا يعتقده ذو بصيرة.
وخاصة فإن علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيت نبيهم رووا عنه فيهم أنهم أحد الثقلين الذين لا يفارقون كتابه وأن من تمسك بهم وبالكتاب سلم من الضلالة، تقدم بيان أن فاطمة عليها السلام منهم، وإذا كان التمسك بها يؤمن من الضلالة فكيف يقول أبو بكر وأتباعه هي قد ضلت في دعواها، وأما علي بن أبي طالب الذي هو إمام أهل بيت نبيهم فتارة يكون شاهدا لفاطمة عليها السلام كما تقدم وتارة موافقا لها على الغضب على أبي بكر ويدفنها ليلا ولا يعلم بها أبو بكر، ثم لا يسترضيها في مدة هذه الستة الأشهر ويهون عليه غضبها وأذيتها وهي أذية للنبي " ص " كما رووه، أن ذلك كله شهادة منهم صريحة بضلال خليفتهم أبي بكر وخروجه عن حدود الإسلام وفضيحته بين الأنام.
ومن طريف ذلك رواية من روى منهم " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما