ثم ذكر أبو نعيم الحافظ ما هذا لفظه ما يكون في زمان المهدي من الخصب والأمن والعدل وفي صحة هذا المعنى عن النبي (ص) بإسناده سبعة أحاديث.
فجملة الأحاديث المذكورة في كتاب ذكر المهدي عليه السلام ونعوته وحقيقة مخرجة وثبوته المختصة بهذا المعنى المقدم ذكرها مائة وستة وخمسون حديثا وأما طرق هذه الأحاديث فهي كثيرة تركت ذكرها في هذا الكتاب كراهية الاكثار والإطناب.
(قال عبد المحمود): قال الشيعي وأما الذي ورد من طريق الشيعة وأهل البيت (ع) في ذلك مجملا ومفصلا لا يسعه إلا مجلدات وقد تضمن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة تأليف أبي جعفر محمد بن بابويه القمي " ره " طرفا جيدا من الروايات فمن أراد سلامة نفسه من الهلاك فلينظر أيضا ما هناك.
قال ونقل إلينا سلفنا نقلا متواترا أن المهدي (ع) المشار إليه ولد ولادة مستورة لأن حديث تملكه ودولته وظهوره على كافة الممالك والعباد والبلاد كان قد ظهر للناس فخيف عليه كما جرت الحال في ولادة إبراهيم وموسى عليهما السلام وغيرهما ممن اقتضت المصلحة ستر ولادته وإن الشيعة عرفت ذلك لاختصاصها بآبائه (ع) وتلزمها بمحمد نبيهم وعترته فإن كل من تلزم بقوم كان أعرف بأحوالهم وأسرارهم من الأجانب كما أن أصحاب الشافعي أعرف أصحاب غيره من رؤساء الأربعة المذاهب.
قال الشيعي: وقد كان المهدي (ع) ظهر لجماعة كثيرة من أصحاب والده العسكري ونقلوا عنه أخبارا وأحكاما شرعية وأسبابا مرضية وكان له وكلاء ظاهرون في غيبته معروفون بأسمائهم وأنسابهم وأوطانهم يخبرون عنه بالمعجزات والكرامات وجواب أمور المشكلات بكثير مما ينقله عن آبائه