البراغيث وبعضها لا تتولد فيه الذباب وبعضها تتولد فيه البق ومن هذه الجهة صار العرق المديني يتولد بالمدينة وما يليها في أكثر الامر دون سائر المواضع والسبب في ذلك ان هواء ذلك الصقع مع الأغذية توجد فيه كثيرا فيغتذى بها الناس كالتمور تولد العرق في اللحم فيصير حيوانا كسائر الحيوان يتولد في البطن والأمعاء والتحرز من تولده بترك اكل التمور البتة والتوقي من استعمال الأغذية التي يسرع إليها الفساد والإستحاله كالألبان ويعمل منها مثل الجبن والمصل وما شابه ذلك وبإدمان دخول الحمام واستعمال صب الماء الحار البدن إذا كان ذلك البلد لا حمامات فيه وشرب السكنجبين كثيرا الطعام واخذ الاطريفل الأصفر في أيام معلومه والهليلج المربى والأملج المربى والشقاقل المربى والحبوب التي تنقى المعدة والأمعاء مثل الحب المعروف بالميشيار وحب الذهب وحب المقل وسفوف الإهليلج والرازيانج والسكر وما شابه ذلك واستعمال الكبر في الطبيخ واتخاذ البوارد أعني من قضبانه من أنفع الأشياء في التحرز هذه العلة وكذلك الشبت والرازيانج والطرشقوق وهو الهندباء البرى والفوتنج النهري والفوتنج الجبلي والسذاب والنعنع وجميع البقول التي معها تفتيح لمنافذ البدن وانضاج الاخلاط وتنفيذها وتعديلها لئلا تلجج في عضو من أعضاء البدن فيتعفن فيه فبهذا التدبير وما شابهه يكون التحرز من العرق المديني
(١٩٦)