إلى تشديد بدنه وتصليبه أحوج وأما الغمز يشد به الغامز يده على الأعضاء من غير دلك فذلك بشد اليد على الأعضاء شدا شديدا ممتدا لا بالدلك الشديد فذلك يحتاج إليه في وقت الاعياء المتولد عن التعب وذلك أن هذا الغمز يشد البدن ويجمع بعضه بعض حتى يذهب عنه التخلخل والتسخف الذي اكتسبه التعب فاما الغمز الذي يكون برفق ولين فيحتاج في التدبير الذي يسمى الانعاش أعني به تدبير الناقة مرض حاد وفي أبدان المشايخ والصبيان وفي أبدان المحمرين لأن أبدان هؤلاء جميعا قد يحتاج فيها إلى جذب الغذاء من داخل الأعضاء إلى ظاهر البدن فاما دلك القدم فإن منفعته في جذب شئ إن كان تخثر في المعدة في الأمعاء ولذلك ينبغي ان يستعمل عند امتلاء المعدة الطعام وعند اخذ الدواء الذي لا يؤمن ان يتقيأه شاربه وان يجتنب في الأوقات التي يحتاج فيها إلى يثبت الدواء في المعدة والأمعاء لئلا ينحدر عنها فيبطل فعله وأما الشد على القدم واستعمال أحوال التغميز لا الدلك الشديد فينتفع به منفعه بينه فيمن قد مشى مشيا كثيرا أو وقف وقوفا كثيرا وذلك أنه يفعل في القدم كفعل الغمز سائر البدن لأنه يجمع ويشد ويصلب العضل ويفشى الفضل البخاري الحار الذي قد انصب إليها مع الدم في المشي أو بالوقوف هو أكثر مما يمكنها ان تحتمله ولذلك ينبغي يجتنب الدلك الشديد في جميع الأعضاء بعقب التعب وان يستعمل فيه الغمز بالشد عليه وجمع الكف الموضع الذي يحتوى عليه منه وكذلك في القدم
(١٧٤)