فقلنا له: يا أمير المؤمنين، دنت الصلاة وليس عندنا ماء نتوضأ به، فقام (عليه السلام) وجاء إلى موضع من تلك الأرض فرفس برجله، فنبعت عين ماء عذب، قال: فدونكم وما طلبتم، ولولا طلبتكم لجاءنا جبرئيل (عليه السلام) بماء من الجنة قال: فتوضأنا وصلينا، ووقف يصلي إلى أن انتصف الليل ثم قال: خذوا مواضعكم، ستدركون الصلاة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بعضها ثم قال: يا ريح، احملينا فإذا نحن في الهواء ثم سرنا ما شاء الله فإذا نحن بمسجد رسول الله وقد صلى من الغداة ركعة واحدة، فقضيناها وكان قد سبقنا بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم التفت إلينا، وقال:
يا أنس، تحدثني أم أحدثك؟ قلت من فمك أحلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قال: فابتدأ بالحديث من أوله إلى آخره، كأنه كان معنا، قال:
يا أنس، اشهد لابن عمي بها إذا استشهدك بها، فقلت: نعم يا رسول الله قال: فلما تولى أبو بكر الخلافة أتى علي، إلى وكنت حاضرا مع أبي بكر والناس حوله.
قال: يا أنس، ألست تشهد لي بفضيلة البساط، ويوم عين الماء، ويوم الجب؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، قد نسيت لكبري.
قال: فعند ذلك قال: يا أنس، إن كنت كتمته مداهنة بعد وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لك.
فرماك الله ببياض في وجهك، ولظى في جوفك، وعمى في عينيك، فما قمت من موضعي حتى برصت، وعميت.
وأنا الآن لا أقدر على الصيام في شهر رمضان ولا غيره، لأن الزاد لا يبقى في جوفي، ولم يزل أنس على ذلك، حتى مات بالبصرة. (1)