تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قال: نعم، فدله إلى جعفر فلما عرف جعفر حاجته دله إلى حمزة فلما عرف حمزة حاجته دله إلى علي فلما عرف علي حاجته رفعه إلى بيت فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فلما دخل عليه قال الرسول: ما حاجتك؟ قال:
هذا النبي المبعوث فيكم، قال: وما حاجتك؟ قال: أو من به وأصدقه ولا يأمرني بشئ إلا أطعته، فقال: تشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله؟ قال: نعم، قال:
أنا رسول الله يا أبا ذر انطلق إلى بلادك فإنك تجد ابن عم لك قد مات فخذ ماله وكن بها حتى يظهر أمري، ثم دعاه وقال: كفاك الله هم دنياك وعقباك، فصار أربعين يوما ماء زمزم غسلا له فما اشتهى شيئا آخر وانطلق إلى بلاده فوجده كما قال.
وأتى أبو ذر إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: ان لي غنيمات وأكره أن أفارق حضرتك، فقال صلى الله عليه وآله: انك فيها، فلما كان يوم السابع جاءه فقال: بينما أنا في صلاتي إذ أخذ ذئب حملا فاستقبله أسد فقطعه بنصفين واستنقذ الحمل ورده إلى القطيع وناداني يا أبا ذر أقبل على صلاتك فان الله قد وكلني بغنمك إلى أن تصلي، فلما فرغت منها قال: امض إلى محمد فأخبره بحفظي لغنمك.
تفسير الإمام (ع): ان ذئبين كلما راعيا وحثاه على الاسلام، فأتى الراعي إلى النبي صلى الله عليه وآله وحكى له كلامهما فأتى النبي إلى القطيع وقال: أحيطوا بي حتى لا يراني الذئبان، فأحاطوا به فقال للراعي: قل للذئب من محمد؟ فجاءا يتفحصان عنه حتى دخلا في وسطهم فدخلا إلى النبي وقالا: السلام عليك يا رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين، ووضعا خدودهما على التراب ومرغاها بين يديه فقال النبي: أحيطوا بعلي، ففعلوا فنادى أيها الذئبان عينا عليا، فجاءا يتخللان القوم ويتأملان الوجوه والاقدام حتى بلغا عليا فمرغا في التراب أبدانهما ووضعا بين يديه خدوهما وقالا السلام عليك يا حليف الندى ومعدن النهى ومحل الحجى وعالما بما في الصحف الأولى ووصي المصطفى. ويقال كان اسم الراعي عمير الطائي، ويقال عقبة فبقي له شرف يفتخرون على العرب ويقول مفتخرهم: أنا ابن مكلم الذئب. قال خطيب منبج وخبرنا بأن الذئب أمسى * بمبعثه من المتكلمينا وقال غيره: الذئب قد أخبر الراعي بمبعثه * فجاء يشهد بالاسلام في العجل وقال آخر:
ومنطق الذئب بالتصديق معجزة * مع الذراع ونطق العير والجمل