ومنها: كذبتم وبيت الله ان حل ما نرى * لتلتبسن أسيافنا بالامائل وقوله (ع) لما استسقى وقال حوالينا ولا علينا، لله در أبى طالب لو كان حيا لقرت عيناه من ينشدنا شعره؟ يريد قوله:
وابيض يستسقى الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل (1) فصل: في المنامات والآيات الخركوشي في شرف النبي ان أبا طالب قال: رأى عبد المطلب في منامه شجرة نبتت على ظهره قد نال رأسها السماء وضربت أغصانها الشرق والغرب ونورا يزهر بينها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا والعرب والعجم ساجدة لها وهي كل يوم تزداد عظما ونورا ورأي رهطا من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثيابا فيأخذهم ويكسر ظهورهم ويقلع أعينهم فقص ذلك على كاهنة قريش قالت: لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب ويتنبأ في الناس.
وقال العباس بن عبد المطلب: رأيت في منامي عبد الله كأنه خرج من منخره طائر ابيض فطار فبلغ المشرق والمغرب ثم رجع وسقط على بيت الكعبة فسجدت له قريش كلا، فبينما الناس يتأملون إذ صار نورا بين السماء والأرض وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب. قال: فسألت كاهنة بنى مخزوم فقالت: ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له.
ذكر الماوردي ان عبد المطلب رأى في منامه كأنه خرج من ظهره سلسلة بيضاء لها أربعة أطراف طرف قد اخذ المغرب وطرف اخذ المشرق وطرف لحق بأعنان السماء وطرف لحق بثرى الأرض: فبينما هو يتعجب إذ التقت الأنوار فصارت شجرة خضراء مجتمعة الأغصان متدلية الأثمار كثيرة الأوراق قد اخذت أغصانها أقطار الأرض في الطول والعرض ولها نور قد اخذ الخافقين وكأني قد جلست تحت الشجرة وبازاي شخصان بهيان وهما نوح وإبراهيم قد استظلا به، فقص ذلك على كاهن ففسره بولادة النبي صلى الله عليه وآله.
" المناقب ج 1، م 3 "