لم يأخذوها عن رجال العامة ولا رأى أحد منهم يختلف إلى متقدم من أهل العلم وان كثيرا من فتاويهم يخالف ما عليه العامة ولم يدع مدع قط انهم اختلفوا إلى أحد من مخالفيهم ليتعلموا منه والموافق لهم فمعلوم حاجته إليهم، دل ذلك على أن الله تعالى أفردهم ليكشف عن استحقاقهم الإمامة وانهم أحق بالتقديم لحاجة الناس إليهم وغنائهم عنهم وجروا في ذلك مجرى الرسول صلى الله عليه وآله حين أغناهم الله بما علموا علمهم من اخبار سوالف الأمم وأحكام شرائع الأنبياء من غير أن لقى أحدا من علماء تلك الأديان وجعل ذلك احدى الدلائل على نبوته، قال الله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى)، وقال: (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
قال أبو تمام الطائي:
أما سأل القوم الالى ملكا يكن * تسد به الجلي ويطلب به الوتر فلما رأوا طالوت عدوا سناهم * عليه وما يغني السناء ولا الفخر وما ذاك إلا انهم كرهوا القنا * وهجر وغى يتلوه من بعده هجر عمى وارتيابا أوضحت مشكلاته * وقيعة يوم النهر إذ ورد النهر وقال أمير المؤمنين عليه السلام:
فرض الإمامة لي من بعد احمدنا * كالدلو علقت التكريب والوذما لا في نبوته كانوا ذووا ورع * ولا رعوا بعده إلا ولا ذمما لو كان لي جابر (كذا) سرعان أمرهم * خليت قومي فكانوا أمة أمما وله عليه السلام:
أنا علي صاحب الصمصامة * وصاحب الحوض لدى القيامة أخو نبي الله ذي العلامة * قد قال إذ عممني العمامة أنت أخي ومعدن الكرامة * ومن له من بعدي الإمامة (في مفسداتها) الاختيار عشرون بمشية الله تعالى: (يرزق من يشاء)، (يهب لمن يشاء إناثا)، (ويهب لمن يشاء الذكور)، (ويجعل من يشاء عقيما)، (تؤتي الملك من تشاء)، (وتنزع الملك ممن تشاء)، (وتعز من تشاء)، (وتذل من تشاء)، (ويغفر لمن يشاء)، (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)، (ويفعل ما يشاء) (والله يضاعف لمن يشاء)، (ولكن الله يزكي من يشاء)، (يؤتي الحكمة من يشاء) (والله يؤيد بنصره من يشاء)، ولكن الله يمن على من يشاء)، (يرفع درجات من يشاء)، (يهدي الله لنوره من يشاء)، (وربك يخلق ما يشاء ويختار).