القيامة، وإن كان آدم أول الأنبياء فنبوة محمد أقدم منه قوله: كنت نبيا وآدم منخول في طينته، وإن عجزت الملائكة عن آدم فأعطى القرآن الذي عجز عنه الأولون والآخرون، وإن قيل لآدم فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فقال له ليغفر لك الله، وإن دخل آدم في الجنة فقد عرج به إلى قاب قوسين أو أدنى.
(إدريس (ع)) قوله: (ورفعناه مكانا عليا) أي السماء، وللنبي صلى الله عليه وآله: (ورفعنا لك ذكرك)، وناجى إدريس ربه، ونادى الله محمدا) فأوحى إلى عبده ما أوحى) وأطعم إدريس بعد وفاته، وقد أطعمه الله في حال حياته قوله: اني لست كأحدكم اني أبيت عند ربي ويطعمني ويستقيني.
(نوح (ع)) جرت له السفينة على الماء وهي تجري للكافر والمؤمن ولمحمد جرى الحجر على الماء، وذلك أنه كان على شفير غدير ووراء الغدير تل عظيم فقال عكرمة ابن أبي جهل يا محمد ان كنت نبيا فادع من صخور ذلك التل حتى يخوض الماء فيعبر فدعا بالصخرة فجعلت تأتي على وجه الماء حتى مثلت بين يديه فأمرها بالرجوع فرجعت كما جاءت، وأجيبت دعوته على قومه لا تذر على الأرض فهطلت له السماء بالعقوبة وأجيبت لمحمد بالرحمة حيث قال: حوالينا ولا علينا، فنوح رسول العقوبة، ومحمد رسول الرحمة (وما أرسلناك إلا رحمة)، دعا نوح لنفسه ولنفر يسير رب اغفر لي ولوالدي، ومحمد دعا لامته من ولد منهم ومن لم يولد واعف عنا، وقال له: (وجعلنا ذريته هم الباقين) وقال لمحمد (ذرية بعضها من بعض)، كانت سفينته سبب النجاة في الدنيا، وذرية محمد سبب النجاة في العقبى قوله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح الخبر، وقال نوح: ان ابني من أهلي، فقيل له: انه ليس من أهلك، ومحمد لما أعلنت من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة ولم ينظر إليهم بعين المقت. قال حسان:
وإن كان نوح نجا سالما * على الفلك بالقوم لما نجا فان النبي نجا سالما * إلى الغار في الليل لما دجى (هود (ع)) انتصر من أعدائه بالريح قوله: (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم)، ومحمد نصره الله يوم الأحزاب والخندق بالريح والملائكة قوله: (بجنود لم تروها) فزاد الله محمدا على هود بثلاثة آلاف ملك، وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط وريح محمد ريح رحمة قوله: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جائتكم) الآية، وصبر هود في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب، والنبي صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله