مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٨٨
عمودا من السماء يضئ لهم ليلتهم ويرتفع نهارهم، ورسول الله أعطى بعض أصحابه عصى تضئ أمامه وبين يديه وأعطى قتادة بن النعمان عرجونا فكان العرجون يضئ أمامه عشرا قوله: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال ابن عباس والضحاك:
اليد، والعصا، والحجر، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم. يروى ان النبي صلى الله عليه وآله استتر للوضوء في بعض أسفاره إلى الشام فأحاط به اليهود بالسيوف فأثار الله من تحت رجله جراد فاحترشتهم وجعلت تأكلهم حتى أتت على جميعهم وكانوا مائتي نفر.
وقال صلى الله عليه وآله: ان بين الركن والصفا قبور سبعين نبيا ما ماتوا إلا بضر الجوع والقمل. وتبعه قوم يوما خاليا فنظر أحدهم إلى ثياب نفسه وفيها قمل ثم جعل بدنه يحكه فأنف من أصحابه وانسل وأبصر آخر وآخر مثل ذلك حتى وجد كلهم من نفسه ثم زاد ذلك عليهم حتى استولى ذلك عليهم فماتوا كلهم من خمسة أيام إلى شهرين وهم جماعة بقتله فخرجوا نحو المدينة من مكة فسلط الله على مزاودهم ورواياهم وسطايحهم الجرذان فخرقتها ونقبتها وسالت مياهها، فلما عطشوا شعروا فرجعوا القهقرى إلى الحياض التي كانوا تزودوا منها تلك المياه وإذا الجرذان قد سبقتهم إليها فنقبت أصولها فسال في الحرة مياهها فتماوتوا ولم ينفك منهم إلا واحد لا يزال يقول يا رب محمد وآل محمد قد تبت من أذاه ففرج عني بجاه محمد وآل محمد فوردت عليه قافلة فسقوه وحملوه وأمتعه القوم بالنبي صلى الله عليه وآله فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله له تلك الجمال والأموال.
واحتجم النبي مرة فدع الدم الخارج منه إلى أبي سعيد الخدري وقال: غيبه، فذهب فشربه، فقال: ما ذا صنعت به؟ قال: شربته، قال: أو لم أقل لك غيبه!
فقال: قد غيبته في وعاء حريز، فقال: إياك أن تعود لمثل هذا ثم اعلم أن الله قد حرم لحمك على النار ودمك لما اختلط بلحمي ودمي.
واستهزأ به أربعون نفرا من المنافقين فقال صلى الله عليه وآله: أما ان الله يعذبهم بالدم، فلحقهم الرعاف الدائم وسيلان دماء من أضراسهم فكان طعامهم وشرابهم يختلط بدمائهم فبقوا كذلك أربعين صباحا ثم هلكوا.
قوله: (اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء). وأعطي أفضل منه وهو ان نورا كان عن يمينه حيث ما جلس، وكان يراه الناس كلهم وقد بقي ذلك النور إلى قيام الساعة، وكان يحب أن يأتيه الحسنان فيناديهما هلما إلي فيقبلان نحوه من البعد قد
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404