بلغهما صوته فيقول بسبابته هكذا يخرجهما من الباب فتضئ لهما أحسن من ضوء القمر والشمس فيأتيان ثم تعود الإصبع كما كانت وتفعل في انصرافهما مثل ذلك قوله:
(وان الق عصاك).
وله ما روي أن الزبير بن العوام انكسر سيفه في بعض الغزوات فأخذ البني صلى الله عليه وآله خشبته فمسحها من جانبيها فصارت سيفا أجود ما يكون وأضربها فكان يقاتل به.
وان الله تعالى قلب جذوع سقوف يهود نازعوه أفاعي وهي أكثر من مائة جذع وقصدت نحوهم والتقمت متابع بيتهم فمات منهم أربعة وخبل جماعة وأسلم آخرون وقالوا: اللهم بجاه محمد الذي اصطفيته وعلي الذي ارتضيته وأوليائهما الذين من سلم لهم أمرهم اجتبيته فانشر الله الأربعة قوله (فاضرب بعصاك البحر) قال أمير المؤمنين عليه السلام: خرجنا معه - بعني النبي صلى الله عليه وآله - إلى خيبر فإذا نحن بواد يشخب فقدرناه فإذا هو أربعة عشرة قامة فقالوا: يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا كما قال أصحاب موسى انا لمدركون، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: اللهم انك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك وركب فعبرت الخيل لا تندى حوافرها والإبل لا تندى أخفافها فرجعنا فكان فتحها. وفي رواية أنس انه مطرت السماء ثلاثة أيام ولياليها بوادي الخزاز فقالوا: يا رسول الله هول عظيم! فقال: أيها الناس اتبعوني وكنت آخر الناس ولقد رأيت الماء ما بل أخفاف الإبل.
قوله: (ولقد أخذنا فرعون بالسنين)، وروي ان النبي صلى الله عليه وآله قال: اللهم العن رعلا وذكوان اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعل سنيهم كسني يوسف، ففي الخبر ان الرجل كان منهم يلحق صاحبه فلا يمكنه الدنو فإذا دنى منه لا يبصره من شدة دخان الجوع وكان يجلب إليهم من كل ناحية فإذا اشتروه وقبضوه لم يصلوا به إلى بيوتهم حتى يتسوس وينتن فأكلوا الكلاب الميتة والجيف والجلود ونبشوا القبور وأحرقوا عظام الموتى فأكلوها وأكلت المرأة طفلها وكان الدخان متراكما بين السماء والأرض وذلك قوله: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم)، فقال أبو سفيان ورؤساء قريش: يا محمد أتأمرنا بصلة الرحم؟ فأدرك قومك فقد هلكوا، فدعا لهم، وذلك قوله: (ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون) فقال الله تعالى: (انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون) فعاد إليهم الخصب والدعة وهو قوله: (فليعبدوا رب هذا البيت).
انتقم الله لموسى من فرعون، وانتقم لمحمد من الفراعنة (سيهزم الجمع ويولون