مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٨٩
بلغهما صوته فيقول بسبابته هكذا يخرجهما من الباب فتضئ لهما أحسن من ضوء القمر والشمس فيأتيان ثم تعود الإصبع كما كانت وتفعل في انصرافهما مثل ذلك قوله:
(وان الق عصاك).
وله ما روي أن الزبير بن العوام انكسر سيفه في بعض الغزوات فأخذ البني صلى الله عليه وآله خشبته فمسحها من جانبيها فصارت سيفا أجود ما يكون وأضربها فكان يقاتل به.
وان الله تعالى قلب جذوع سقوف يهود نازعوه أفاعي وهي أكثر من مائة جذع وقصدت نحوهم والتقمت متابع بيتهم فمات منهم أربعة وخبل جماعة وأسلم آخرون وقالوا: اللهم بجاه محمد الذي اصطفيته وعلي الذي ارتضيته وأوليائهما الذين من سلم لهم أمرهم اجتبيته فانشر الله الأربعة قوله (فاضرب بعصاك البحر) قال أمير المؤمنين عليه السلام: خرجنا معه - بعني النبي صلى الله عليه وآله - إلى خيبر فإذا نحن بواد يشخب فقدرناه فإذا هو أربعة عشرة قامة فقالوا: يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا كما قال أصحاب موسى انا لمدركون، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: اللهم انك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك وركب فعبرت الخيل لا تندى حوافرها والإبل لا تندى أخفافها فرجعنا فكان فتحها. وفي رواية أنس انه مطرت السماء ثلاثة أيام ولياليها بوادي الخزاز فقالوا: يا رسول الله هول عظيم! فقال: أيها الناس اتبعوني وكنت آخر الناس ولقد رأيت الماء ما بل أخفاف الإبل.
قوله: (ولقد أخذنا فرعون بالسنين)، وروي ان النبي صلى الله عليه وآله قال: اللهم العن رعلا وذكوان اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعل سنيهم كسني يوسف، ففي الخبر ان الرجل كان منهم يلحق صاحبه فلا يمكنه الدنو فإذا دنى منه لا يبصره من شدة دخان الجوع وكان يجلب إليهم من كل ناحية فإذا اشتروه وقبضوه لم يصلوا به إلى بيوتهم حتى يتسوس وينتن فأكلوا الكلاب الميتة والجيف والجلود ونبشوا القبور وأحرقوا عظام الموتى فأكلوها وأكلت المرأة طفلها وكان الدخان متراكما بين السماء والأرض وذلك قوله: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم)، فقال أبو سفيان ورؤساء قريش: يا محمد أتأمرنا بصلة الرحم؟ فأدرك قومك فقد هلكوا، فدعا لهم، وذلك قوله: (ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون) فقال الله تعالى: (انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون) فعاد إليهم الخصب والدعة وهو قوله: (فليعبدوا رب هذا البيت).
انتقم الله لموسى من فرعون، وانتقم لمحمد من الفراعنة (سيهزم الجمع ويولون
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404