مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٨٠
ثم دعا الغلام فبسط رداءه وجعل فيه المفتاح وقال: رده إلى أمك. وأخذ بعضادتي الباب ثم قال: لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده. وكانت صناديد قريش يظنون أن السيف لا يرفع عنهم فأنبهم، ثم قال: ألا ان كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فإنها موضوعة تحت قدمي إلا سدانة الكعبة وسقاية الحاج فإنهما مردودتان إلى أهليهما ألا ان مكة محرمة بتحريم الله لم تحل لاحد كان قبلي ولم تحل لي إلا ساعة من نهار فهي محرمة إلى أن تقوم الساعة لا يختلى خلاها ولا يقطع شجرها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد، ثم قال:
ألا بئس جيران النبي كنتم لقد كذبتم وطردتم وأخرجتم وفللتم ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني فاذهبوا فأنتم الطلقاء فدخلوا في الاسلام وأذن بلال على الكعبة فكره عكرمة، وقال خالد بن الأسيد: الحمد لله الذي أكرم أبا عتاب من هذا اليوم، وقال سهيل بن عمرو كلاما، وقال الحرث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا! فقال أبو سفيان: اني لا أقول شيئا والله لو نطقت لظننت ان هذه الجدر تخبر به محمدا. وبعث صلوات الله عليه إليهم فأخبرهم بما قالوا، فاستغفر عتاب وأسلم وولاه النبي مكة. وكان فيها ثلاثمائة وستون صنما بعضها مشدودا ببعض بالرصاص، فأنفذ أبو سفيان من ليلته مناة إلى الحبشة ومنها إلى الهند فهيأوا لها دارا من مغناطيس فتعلقت في الهواء إلى أيام محمود سبكتكين، فلما غزاها أخذها وكسرها ونقلها إلى أصفهان وجعلت تحت مارة الطريق، فلما دخل النبي صلى الله عليه وآله قال:
يا علي اعطني كفا من الحصى، الخبر. ثم بعث النبي بمعرو بن أمية إلى بني الذيل وبعبد الله بن سهيل إلى بني محارب وبخالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر وكانوا بالغميصاء فشن عليهم بعد العهد فأسر منهم فتبرأ النبي صلى الله عليه وآله من فعله.
(حنين) في شوال لما أمر النبي صلى الله عليه وآله عتاب بن أسيد على مكة فات الحج من فساد هوازن في وادي حنين فخرج صلى الله عليه وآله في ألفين من مكة وعشرة آلاف كانوا معه وكان النبي استعار من صفوان بن أمية مائة درع وهو رئيس جشم فعابهم أبو بكر لعجبه بهم فقال: لن نغلب اليوم عن قلة، فنزلت (ويوم حنين إذ أعجبتكم) الآية.
وأقبل مالك بن عوف النضري فيمن معه من قبائل قيس وثقيف، وسمع عبد الله ابن أبي جدرم - عين رسول الله صلى الله عليه وآله - ابن عوف يقول: يا معشر هوازن انكم أحد العرب وأعدهم وان هذا الرجل لم يلق قوما يصدقونه القتال فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم واحملوا عليه حملة رجل واحد.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404