الخزاعي وعامر بن فهيرة والمنذر بن عمرو الساعدي. فخرج حزام ابن ملحان بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفيل فلم ينظر عامر إليه، فقال حزام: يا أهل بئر معونة اني رسول رسول الله إليكم واني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فآمنوا بالله ورسوله، فطعنه رجل، ثم استصرخ عامر بن الطفل بني عامر على المسلمين فلم يجيبوه وقالوا: لن تخفر (1) أبا براء وعقد لهم عقودا وجوارا، فاستصرح عليهم قبائل بني سليم عصية ورعلا وذكوان فأجابوه فخرج حتى غشوا القوم فقاتلوهم حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد فإنهم تركوه وبه رمق فارتث من بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق، وكان رجلان في سرح القوم فرأيا الطير تحوم حول العسكر فأقبلا لينظرا إليه فإذا القوم في دمائهم والخيل واقفة، فقاتلهم الأنصاري حتى قتل، وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا، فلما أخبرهم انه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه، فقدم عمرو على النبي صلى الله عليه وآله وأخبره الخبر فقال: هذا عمل أبي براء فقال حسان:
بني أم البنين ألم يرعكم * وأنتم من ذوايب أهل نجد تهكم عامر بأبي براء * ليخفره وما خطأ كعمد وقال كعب بن مالك:
لقد طارت شعاعا كل وجه * خفارة ما أجار أبو براء فلما بلغ قولهما إليه حمل على عامر بن الطفيل فطعنه فخر عن فرسه فقال: هذا عمل أبي براء فان مت فدمي لعمي وإن عشت فسأرى فيه الرأي، قال: وأنزل الله في شهداء بئر معونة قرآنا بلغوا عنا قومنا انا قد لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه، ثم نسخت ورفعت ونزل (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله) الآية.
(غزوة بني النضير) مجاهد: في قوله (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا) الآية، نزلت في بني قريظة وبني النضير، لما دخل النبي المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يكونوا له ولا عليه، فلما غزا قالوا: والله انه للنبي الذي وجدنا نعته في التوراة فلما هزم المسلمون في أحد ارتابوا ونقضوا العهد، واجتمع كعب بن الأشرف في أربعين وأبو سفيان في أربعين وتعاهدا بين الأستار والكعبة، فنزل جبرئيل بسورة الحشر، فبعث النبي محمد بن مسلمة بقتله فقتله بالليل، ثم قصد صلى الله عليه وآله إليهم وعمد على حصارهم فضرب قبتة في بني حطمة من البطحاء فلما أقبل الليل أصاب القبة سهم