عبد الله بن جحش في أصحابه ليرصد قريشا فقتل واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الجموح الحضرمي وهرب الحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الدار وأخوة واستأمن الباقون واستاقوا العير إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، وذلك تحت النخلة فسمى غزوة النخلة فنزل: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه) الآية، فأخذ العير وفدى الأسيرين، ثم غزا بدر الكبرى وهو يوم الفرقان، كما في قوله: (أخرجك ربك) السورة، وقوله: (قد كان لكم آية)، وبدر ما بين مكة والمدينة. وقال الشعبي والثمالي: بئر منسوبة إلى بدر الغفاري، وقال الواقدي: هو اسم الموضع وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله خرج سابع عشر شهر رمضان ويقال ثالثه في ثلاثمائة وسبعة عشر رجلا في عدة أصحاب طالوت منهم ثمانون راكبا أو سبعون.
ويقال سبعة وسبعين راجلا من المهاجرين ومائتي وثلاثين رجلا من الأنصار، وكان المقداد فارسا فقط يعتقب النفر على البعير الواحد، وكان بين النبي صلى الله عليه وآله وبين أبي مرثد الغنوي بعير، ويقال فرس. وكان معهم من السلاح ستة أدرع وثمانية سيوف قاصدا إلى أبي سفيان وعتبة بن أبي ربيعة في أربعين من قريش أو سبعين فأخبروا بالنبي صلى الله عليه وآله فأخذوا على الساحل واستصرخوا إلى أهل مكة على لسان ضمضم ابن عمرو الغفاري.
قال عروة: رأت عاتكة بنت عبد المطلب في منامها راكبا أقبل حتى وقف بالأبطح وصرخ: انفروا يا آل عدي إلى مصارعكم، ثم نادى على ظاهر الكعبة، ثم نادى على أبي قبيس، ثم أرسل صخرة فارفضت فما بقي في مكة دار إلا دخل منها فلذة.
قال ابن قتيبة: خرجوا تسعمائة وخمسين، ويقال ألف ومائتان وخمسون، ويقال ثلاثة آلاف ومعهم مائتا فارس يقودونها والقيان يضر بن بالدفوف ويتغنين بهجاء المسلمين ولم يكن من قريش بطن إلا خرج منهم ناس إلا من بني زهرة وبني عدي ابن كعب، وأخرج فيهم طالب كرها فلم يوجد في القتلى والأسرى. وشاور النبي أصحابه في لقائهم أو الرجوع؟ فقال أبو بكر وعمر كلاما فأجلسهما، ثم قال المقداد وسعد بن معاذ كلاما فدعا لهما وسر، ونزل (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) وأصابهم المطر فبعثوا عمير بن وهب الجمحي حتى طاف على عسكر النبي صلى الله عليه وآله فقال نواضح يثرب، فنزل (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) فبعث النبي إليهم وقال: يا معشر قريش اني أكره أن أبدأ بكم فخلوني والعرب وارجعوا، فقال عتبة: مارد هذا قوم فأفلحوا، فقال أبو جهل: جبنت وانتفخ سحرك، فلبس عتبة درعه وتقدم هو