مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٥٧
العداوة والشر مثل ما بينهم وعسى ان يجمع الله بينهم بك فتقدم عليهم وتدعوهم إلى امرك وكانوا ستة نفر، قال: فلما قدموا المدينة فأخبروا قومهم بالخبر فما دار حول إلا وفيها حديث رسول الله حتى إذا كان العام المقبل اتى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوا النبي صلى الله عليه وآله فبايعوه على بيعة النساء ان لا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا إلى آخرها ثم انصرفوا وبعث معهم مصعب بن عمير يصلي بهم، وكان بينهم بالمدينة يسمى المقري فلم تبق دار في المدينة إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا دار أمية وحطيمة ووابل وهم من الأوس ثم عاد مصعب إلى مكة وخرج من خرج من الأنصار إلى الموسم مع حجاج قومهم، فاجتمعوا في الشعب عند العقبة ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان في أيام التشريق باليل فقال صلى الله عليه وآله: أبايعكم على الاسلام، فقال له بعضهم: نريد ان تعرفنا يا رسول الله ما لله علينا وما لك علينا وما لنا على الله؟ قال:
اما لله عليكم فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. واما مالي عليكم فتنصروني مثل نساءكم وأبناءكم وان تصبروا على عض السيف وان يقتل خياركم، قالوا: فإذا فعلنا ذلك ما لنا على الله؟ قال: اما في الدنيا فالظهور على من عاداكم وفى الآخرة الرضوان والجنة. فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: والذي بعثك بالحق لنمنعك بما تمنع به ازرنا (1) فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلفة ورثناها كبارا عن كبار، فقال أبو الهيثم ان بيننا وبين الرجال حبالا وإنا إن قطعناها أو قطعوها فهل عسيت ان فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ان ترجع إلى قومك وتدعنا، فتبسم رسول الله ثم قال: بل الدم الدم والهدم الهدم (2) أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم، ثم قال:
أخرجوا لي منكم اثنى عشر نقيبا، فاختاروا ثم قال: أبايعكم كبيعة عيسى بن مريم للحواريين كفلاء على قومهم بما فهم وعلى ان تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فبايعوه على ذلك. فصرخ الشيطان في العقبة: يا أهل الجباجب هل لكم في محمد والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم ثم نفر الناس من منى وفشى الخبر فخرجوا في الطلب فأدركوا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو، فأما المنذر فأعجز القوم واما سعد فأخذوه وربطوه بنسع (3) رحله وادخلوه مكة يضربونه فبلغ خبره إلى جبير بن مطعم والحرث بن

(1) ازرنا أي نسائنا وأهلنا وقيل أراد أنفسنا فقد يكنى عن النفس بالأزر.
(2) الهدم يروى بسكون الدال وفتحها فالهدم بالتحريك القبر يعني اني اقبر حيث تقبرون، وقيل هو المنزل وبالسكون والفتح أيضا اهدار دم الفتيل والمعنى ان طلب دمكم فقد طلب دمي.
(3) النسع: بالنون المكسورة سير ينسج عريضا على هيئة أعنة البغال يشد به الرحال.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404