علي من الفواطم وهن من علي (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم) إلى قوله:
(حسن الثواب)، وتلا رسول الله: (ان الله اشترى) الآية، ثم قال: يا علي أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله ورسوله وأولهم هجرة إلى الله ورسوله وآخرهم عهدا برسوله لا يحبك والذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه بالايمان ولا يبغضك إلا منافق أو كافر.
وروي انه كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يستقبلونه وينصرفون عند الظهيرة فدخلوا يوما فقدم النبي فأول من رآه رجل من اليهود فلما رآه صرخ بأعلى صوته: يا بني قيله (1) هذا جدكم (2) قد جاء، فنزل النبي صلى الله عليه وآله على كلثوم (3) بن هدم، وكان يخرج فيجلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكان قيام علي بعد النبي ثلاث ليال ثم لحق برسول الله فنزل معه على كلثوم، وكان أبو بكر في بيت حبيب بن إساف، فأقام النبي صلى الله عليه وآله بقبا يوم الاثنين والأربعاء والخميس، وأسس مسجده وصلى يوم الجمعة في المسجد الذي في بطن الوادي وادى رافوقا، فكانت أول صلاة صلاها بالمدينة، ثم اتاه غسان بن مالك وعباس بن عبادة في رجال من بني سالم فقالوا:
يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، يعني ناقته. ثم تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو في رجال من بني بياضة فقال كذلك. ثم اعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو في رجال من بني ساعدة. ثم اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد و عبد الله بن رواحة في رجال من بني الحارث ابن الخزرج. فانطلقت حتى إذا وازت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار، فلما بركت ورسول الله لم ينزل وثبتت فسارت غير بعيد ورسول الله واضع لها زمامها لا يثنيها به ثم التفت إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت ثم تجلجلت ورزمت ووضعت جرانها فنزل عنها رسول الله واحتمل أبو أيوب رحله فوضعه في بيته ونزل النبي في بيت أبي أيوب وسأل عن المربد فأخبر انه لسهل وسهيل يتيمين لمعاذ بن عفراء فأرضاهما معاذ، وامر النبي صلى الله عليه وآله ببناء المسجد وعمل فيه رسول الله بنفسه فعمل فيه المهاجرون والأنصار واخذ المسلمون يرتجزون وهم يعملون، فقال بعضهم:
" مناقب ج 1، م 20 "