كفتك ما سواهن وان تركتهن لم ينفعك شئ سواهن، قال: وما هن يا أبا الحسن؟ قال إقامة الحدود على القريب والبعيد والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط والقسم بين الناس بالعدل بين الأحمر والأسود، فقال له عمر: لعمري لقد أوجزت وأبلغت.
زرارة قال سمعت أبا جعفر يقول: أقيم عبيد الله بن عمر وقد شرب الخمر فأمر به عمران يضرب فلم يتقدم إليه أحد يضربه حتى قام علي (ع) بنسعة مثنية فضربه بها أربعين. زرارة قال سمعت أبا جعفر يقول: ان الوليد بن عقبة حين شهد عليه شرب الخمر قال عثمان لعلي اقض بيني وبين هؤلاء الذين يزعمون أنه شرب الخمر فأمر علي ان يضرب بسوط له شعبتان أربعين جلدة.
واخذ (ع) رجلا من بني أسد في حد فاجتمع قومه ليكلموا فيه وطلبوا إلى الحسن ان يصحبهم فقال ائتوه فهو أعلى بكم عينا فدخلوا عليه وسألوه فقال لا تسألوني شيئا أملك إلا أعطيتكم فخرجوا يرون انهم قد انجحوا فسألهم الحسن فقالوا اتينا خير مأتى وحكوا له قوله فقال ما كنتم فاعلين إذا جلد صاحبكم فاصنعوه فأخرجه علي فحده ثم قال هذا والله لست أملكه.
تهذيب الأحكام، انه اتي أمير المؤمنين بالنجاشي الشاعر وقد شرب الخمر في شهر رمضان فضربه ثمانين جلدة ثم حبسه ليلة ثم دعا به من الغد فضربه عشرين سوطا فقال له يا أمير المؤمنين ضربتني ثمانين جلدة في شرب الخمر وهذه العشرين ما هي؟ قال هذا لتجريك على شرب الخمر في شهر رمضان.
وبلغ معاوية ان النجاشي هجاه فدس قوما شهدوا عليه عند أمير المؤمنين (ع) انه شرب الخمر فأخذه علي فحده فغضب جماعة على علي في ذلك منهم طارق بن عبد الله النهدي فقال: يا أمير المؤمنين ما كنا نرى ان أهل المعصية والطاعة وأهل الفرقة والجماعة عند ولاة العقل ومعادن الفضل سيان في الجزاء حتى ما كان من صنيعك بأخي الحارث - يعني النجاشي - فأوغرت صدورنا وشتت أمورنا وحملتنا على الجادة التي كنا نرى ان سبيل من ركبها النار، فقال علي صلوات الله عليه: انها لكبيرة إلا على الخاشعين يا أخا بني نهد هل هو إلا رجل من المسلمين انتهك حرمة من حرم الله فأقمنا عليه حدها زكاة له وتطهيرا يا أخا بني نهد انه من اتى حدا فأقيم كان كفارته يا أخا بني نهد ان الله عز وجل يقول في كتابه العظيم (ولا يجر منكم شنان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فخرج طارق والنجاشي معه إلى معاوية ويقال انه رجع.
المناقب ج 1، م 51