مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٤٠٥
المفتاح فنزل (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) فأمر النبي صلى الله عليه وآله أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه فقال له عثمان: يا علي أكرهت وأذيت ثم جئت برفق، قال: لقد أنزل الله عز وجل في شأنك، وقرأ عليه الآية فأسلم عثمان فأقره النبي في يده وفى رواية صاحب النزول انه جاء جبرئيل فقال: ما دام هذا البيت فان المفتاح والسدانة في يد أولاد عثمان وهو إلى اليوم في أيديهم.
وفي الصحيحين والتاريخين والمسندين وأكثر التفاسير ان سارة مولاة أبي عمرو ابن صيفي بن هشام أتت النبي من مكة مسترفدة فأمر صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب باسدانها فأعطاها حاطب بن أبي بلتعة عشرة دنانير على أن تحمل كتابا بخبر وفود النبي إلى مكة وكان صلى الله عليه وآله أسر ذلك ليدخل عليهم بغتة فأخذت الكتاب وأخفته في شعرها وذهبت فأتى جبرئيل وقص القصة على رسول الله فأنفذ عليا والزبير ومقداد وعمارا وعمر وطلحة وأبا مرثد؟ خلفها فأدركوها بروضة خاخ يطالبوها بالكتاب فأنكرت وما وجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي (ع): والله ما كذبنا ولا كذبنا، وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأضربن عنقك، فأخرجته من عقيصتها فأخذ أمير المؤمنين الكتاب وجاء إلى النبي فدعا بحاطب من أبي بلتعة وقال له: ما حملك على ما فعلت؟ قال: كنت رجلا عزيزا في أهل مكة - أي غريبا ساكنا بجوارهم - فأحببت أن أتخذ عندهم بكتابي إليهم مودة ليدفعوا عن أهلي بذلك فنزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة).
قال السدي ومجاهد في تفسيرهما عن ابن عباس: (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) بالكتاب والنصيحة لهم وقد كفروا بما جاءكم أيها المسلمون من الحق يعني الرسول والكتاب يخرجون الرسول يعني محمدا وإياكم يعني وهم أخرجوا أمير المؤمنين ان يؤمنوا بالله ربكم وكان النبي وعلي صلى الله عليهما وحاطب ممن اخرج من مكة فحلاه رسول الله لايمانه ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي أيها المؤمنون تسرون إليهم بالمودة تخفون إليهم بالكتاب بخبر النبي وتتخذون عندهم النصيحة وأنا أعلم بما أخفيتم من اخفاء الكتاب الذي كان معها وما أعلنتم وما قاله أمير المؤمنين (ع) للزبير: والله لاصدقت المرأة ان ليس معها كتاب بل الله أصدق ورسوله فأخذه منها ثم قال: ومن يفعله منكم عند أهل مكة بالكتاب فقد ضل سواء السبيل.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404