المفتاح فنزل (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) فأمر النبي صلى الله عليه وآله أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه فقال له عثمان: يا علي أكرهت وأذيت ثم جئت برفق، قال: لقد أنزل الله عز وجل في شأنك، وقرأ عليه الآية فأسلم عثمان فأقره النبي في يده وفى رواية صاحب النزول انه جاء جبرئيل فقال: ما دام هذا البيت فان المفتاح والسدانة في يد أولاد عثمان وهو إلى اليوم في أيديهم.
وفي الصحيحين والتاريخين والمسندين وأكثر التفاسير ان سارة مولاة أبي عمرو ابن صيفي بن هشام أتت النبي من مكة مسترفدة فأمر صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب باسدانها فأعطاها حاطب بن أبي بلتعة عشرة دنانير على أن تحمل كتابا بخبر وفود النبي إلى مكة وكان صلى الله عليه وآله أسر ذلك ليدخل عليهم بغتة فأخذت الكتاب وأخفته في شعرها وذهبت فأتى جبرئيل وقص القصة على رسول الله فأنفذ عليا والزبير ومقداد وعمارا وعمر وطلحة وأبا مرثد؟ خلفها فأدركوها بروضة خاخ يطالبوها بالكتاب فأنكرت وما وجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي (ع): والله ما كذبنا ولا كذبنا، وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأضربن عنقك، فأخرجته من عقيصتها فأخذ أمير المؤمنين الكتاب وجاء إلى النبي فدعا بحاطب من أبي بلتعة وقال له: ما حملك على ما فعلت؟ قال: كنت رجلا عزيزا في أهل مكة - أي غريبا ساكنا بجوارهم - فأحببت أن أتخذ عندهم بكتابي إليهم مودة ليدفعوا عن أهلي بذلك فنزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة).
قال السدي ومجاهد في تفسيرهما عن ابن عباس: (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) بالكتاب والنصيحة لهم وقد كفروا بما جاءكم أيها المسلمون من الحق يعني الرسول والكتاب يخرجون الرسول يعني محمدا وإياكم يعني وهم أخرجوا أمير المؤمنين ان يؤمنوا بالله ربكم وكان النبي وعلي صلى الله عليهما وحاطب ممن اخرج من مكة فحلاه رسول الله لايمانه ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي أيها المؤمنون تسرون إليهم بالمودة تخفون إليهم بالكتاب بخبر النبي وتتخذون عندهم النصيحة وأنا أعلم بما أخفيتم من اخفاء الكتاب الذي كان معها وما أعلنتم وما قاله أمير المؤمنين (ع) للزبير: والله لاصدقت المرأة ان ليس معها كتاب بل الله أصدق ورسوله فأخذه منها ثم قال: ومن يفعله منكم عند أهل مكة بالكتاب فقد ضل سواء السبيل.