مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٩٨
يعصمك من الناس)، شفاعته (فلعلك ترضى)، صلابته (براءة من الله ورسوله)، وصيه (إنما وليكم الله ورسوله)، أهل بيته (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت).
وإنما سماه نورا (لقد جائكم من الله نور)، وسماه ظلا (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) فبنوره يضئ البلاد وبظله يعيش العباد، وقال لسائر الأنبياء: (فبهداهم اقتده)، وقال له: (وان تطيعوه تهتدوا).
قوله: (ولله العزة)، الملوك لهم عيش بلا دين، والملائكة لهم دين بلا عيش، فأعطاه الله عيش الملوك ودين الملائكة. قوله: (طسم) يقال: طا شجرة طوبى وسين سدرة المنتهى وميم محمد المصطفى.
وسئل: ان الله تعالى سماه سراجا منيرا والشمع أنور، والجواب: ان الشمع للأغنياء والسراج للفقراء فلم يحرمهم من نوره، والشمس للظاهر لا للباطن وتضئ بالنهار دون الليل وتخفى يوم الغيم والسراج تعم ذلك.
قوله: (ألم يجدك يتيما فآوى) من كنت له أمينا فلا يكون يتيما، أليس الله بكاف عبده، وان مات أبواك فأنا الحي الذي لا أموت، أربيك كما ير بيان (قل من يكلؤكم بالليل) وأرزقك كما يرزقان (نحن نرزقك) والعاقبة وهكذا.
للحفظ (والله يعصمك من الناس)، وللمدح (وسراجا منيرا)، وللنصرة (هو الذي أيدك بنصره)، وللتزويج (يا أيها النبي انا أحللنا لك)، وللمحبة (ما ودعك ربك)، وللقربة (ثم دنى فتدلى)، وللعفو (ليغفر لك الله)، وللآخرة (وللآخرة خير لك من الأولى). فأي الأبوين يقيم بجميع ذلك؟ ومع هذا جعلت الدارين تحت ختمك ليظهره على الدين كله في الدنيا وعسى أن يبعثك ربك في العقبى.
قوله: (وخاتم النبيين). جابر وأبو هريرة: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: وإنما مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويعجبون بها ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين.
قوله: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، لان كل نبي جاء بعقوبة كنوح وهود وشعيب وصالح وانه جاء بالرحمة، فبحرمته سلم الكافر من العقوبة والمنافق من السيف في الدنيا فلاغر وأن ينجو المؤمن من النار في العقبى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) قوله: (النبي الأمي الذي يجدونه)، وقال صلى الله عليه وآله: نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب. وقيل: أمي منسوبة إلى أمته، يعني جماعة عامة والعامة لا تعلم الكتابة.
ويقال: سمى بذلك لأنه من العرب وتدعى العرب الأميون قوله: (هو الذي بعث
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404