الحنك دافى الجبهة ضرب اللحم بين الرجلين كأن في خاصرته انفتاق فعم الأوصال لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير الشائن ولا بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد ولا بالجعد القطط ولا بالسبط ولا بالمطهم ولا بالمكلثم ولا بالأبيض الامهق ضخم الكراديس جليل المشاش انور المتجرد لم يكن في بطنه ولا في صدره شعر إلا موصل ما بين اللبة إلى السرة كالخط جليل الكتد اجرد ذا مسربة وكان أكثر شيبه في فودي رأسه وكأن كفه كف عطار مسها بطيب رحب الراحة سبط القصب وكان إذا رضى وسر فكأن وجه المرآة وكان فيه شئ من صور يخطو تكفؤا ويمشي الهوينا يبدوا القوم إذا سارع إلى خير وإذا مشى تقلع كأنما ينحدر في صبب إذا تبسم يتبسم عن مثل المنحدر عن بطون الغمام وإذا افتر افترعن سنا البرق إذا تلألأ لطيف الخلق عظيم الخلق لين الجانب إذا طلع بوجهه على الناس رأوا جبينه كأنه ضوء السراج المتوقد كان عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر بين كتفيه خاتم النبوة.
أبو هريرة: كان يقبل جميعا ويدبر جميعا. جابر بن سمرة: كانت في ساقيه حموشة. أبو جحيفة: كان قد سمط عارضاه وعنفقته بيضاء. أم هاني: رأيت رسول الله ذا ضفائر أربع، والصحيح انه كان له ذؤابتان ومبدأها من هاشم.
أنس: ما عددت في رأس رسول الله ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء، ويقال سبع عشرة. ابن عمر: إنما كان شيبه نحوا من عشرين شعرة بيضاء. البراء بن عازب: كان يضرب شعره كتفيه. أنس: له لمة إلى شحمة اذنيه. عائشة: كان شعره فوق الوفرة ودون الجمة.
وفي نهج البلاغة: اختاره من شجرة الأنبياء ومشكاة الضياء وذوابة العلياء وسرة البطحاء ومصباح الظلمة وينابيع الحكمة أرسله على حين فتره من الرسل وتنازع من الألسن فقفي به الرسل وختم به الوحي فجاهد في الله المدبرين عنه والعادلين به أرسله بالضياء وقدمه في الاصطفاء فرتق به المفاتق وساور به المغالب وذلل به الصعوبة وسهل به الحزونة حتى سرح الضلالة عن يمين وشمال أرسله داعيا إلى الحق وشاهدا على الخلق فبلغ رسالات ربه غير وان ولا مقصر وجاهد في الله اعداه غير واهن ولا معذر إمام من اتقى وبصر من اهتدى.
وفي سحر البلاغة: صلى الله على خير مبعوث وأفضل وارث ومورث وخير " مناقب ج 1، م 17 "