كان من الغد دخلت على أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) فقال لي يا أبا كهمش تب إلى الله تعالى مما صنعت البارحة وفيه مرفوعا إلى محمد بن مسلم عن المفضل بن عمر قال حمل إلي جعفر ابن محمد الصادق (ع) مال من خراسان مع رجلين من أصحابه فما زالا يتفقدان المال في الطريق فمرا برجل من الشيعة فدفع إليهما كيسا فيه ألفا درهم وأوعز إليهما بتسليمه إلى الصادق (ع) فجعلا يتفقدان المال والكيس حتى دنوا من المدينة فقال أحدهما لصاحبه تعال ننظر ما حال المال فنظرا وإذا المال على حالته ما خلا كيس الرازي فقال الله المستعان ما تقول الساعة لأبي عبد الله (ع) قال أحدهما انه كريم وانا نرجوا انه لا ينسبنا إلى الخيانة بل لا شك انه علم ما جرى فيه عنده فإنه حجة الله في ارضه فلما دخلا المدينة دخلا عليه وسلما ووضعا المال بين يديه فقال أين كيس الرازي فأخبراه بالقصة فقال لو رأيتما الكيس تعرفانه قالا نعم فقال يا جارية علي بالكيس فأخرجت الكيس فدفعه أبو عبد الله إليهما فقال أتعرفانه قالا هو ذاك جعلنا الله فداك فقال (ع) اني احتجت في جوف الليل إلى مال فوجهت جنيا من شيعتنا فجاءني بهذا الكيس من متاعكما وفيه مرفوعا إلى أبي عبد الله بن كثير عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك فقال ففرج بين إصبعه (ع) ووضعها على صدره ثم قال وعندنا والله علم الكتاب كله ثم قال (ع) أتدري ما كان عنده من علم الكتاب قلت
(٧٨)