وتبسم ثم قال يا جابر هذا لما طغوا وبغوا فقلت يا بن رسول الله ما هذا الخيط الذي فيه العجب فقال بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة وينصبه جبرئيل (ع) ويحك يا جابر انا من الله تعالى بمكان ومنزلة رفيعة فلولا نحن لم يخلق الله تعالى سماء ولا أرضا ولا جنة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا جنة ولا انسا ويحك يا جابر لا يقاس بنا أحد يا جابر بنا والله أنقذكم وبنا نعشكم وبنا هداكم ونحن والله دللناكم على ربكم فقفوا عند أمرنا ونهينا ولا تردوا علينا ما أوردنا عليكم فانا بنعم الله اجل وأعظم من أن يرد علينا وجميع ما يرد عليكم منا فما فهمتموه فاحمدوا الله عليه وما جهلتموه فاتكلوه إلينا وقولوا أئمتنا اعلم بما قالوا قال جابر ثم استقبله أمير المدينة المقيم بها من قبل بني أمية قد نكب ونكب حواليه حرمته وهو ينادي معاشر الناس احضروا ابن رسول الله (ص) علي بن الحسين (ع) وتقربوا به إلى الله تعالى وتضرعوا إليه وأظهروا التوبة والإنابة لعل الله ان يصرف عنكم العذاب قال جابر فلما بصر الأمير بالباقر محمد بن علي (ع) سارع نحوه وقال يا بن رسول الله اما ترى ما نزل بأمة محمد (ص) وقد هلكوا وفنوا ثم قال له أين أبوك حتى نسأله ان يخرج معنا إلى المسجد فنتقرب إلى الله تعالى فيرفع عن أمة محمد البلاء فقال الباقر (ع) يفعل انشاء الله تعالى ولكن اصلحوا من أنفسكم عليكم بالتوبة والنزوع عما أنتم عليه فإنه لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون قال جابر فاتينا زين العابدين بأجمعنا وهو يصلي فانتظرنا حتى انفتل واقبل علينا ثم قال لي
(٧٣)