السم فيها واستكثر من ذلك ثم اخرج السلك منها وقد قال لخادم له احمل هذه الصينية إلى موسى بن جعفر وقل له ان أمير المؤمنين اكل من هذا الرطب وتنغص لك وهو يقسم عليك لما أكلته عن اخر رطبة لأني اخترته لك بيدي ولا تتركه يبقي منه شيئا ولا يطعم منه أحدا فاتاه الخادم وأبلغه الرسالة فقال له موسى أئتني بخلالة فاتاه بها وناوله إياها وقام بإزائه وهو يأكل الرطب وكان للرشيد كلبة أعز عليه من كل ما في مملكته فجذبت نفسها وخرجت تجر السلاسل من ذهب وفضة وجواهر منظومة حتى عادت إلى موسى بن جعفر (ع) فبادر بالخلالة إلى الرطبة المسمومة فغرزها ورمى بها إلى الكلبة فأكلتها الكلبة فلم تلبث ان ضربت بنفسها الأرض وعوت وتقطعت قطعا واستوفى موسى (ع) باقي الرطب وحمل الخادم الصينية وصار بها إلى الرشيد فقال له اكل الرطب عن اخره قال قال فكيف رايته قال ما أنكرت منه شيئا ثم ورد عليه خبر الكلبة وانها تهرأت وماتت فقلق هارون الرشيد لذلك قلقا شديدا واستعظمه فوقف على الكلبة فوجدها متهرئة بالسم فاحضر الخادم ودعا بالسيف وقال اصدقني عن خبر الرطب والا قتلتك فقال يا أمير المؤمنين اني حملت الرطب إلى موسى بن جعفر فابلغته كلامك وقمت بإزائه فطلب خلالة فأعطيته فاقبل يغرز رطبة ويأكلها حتى مرت به الكلبة فغرز رطبة ورمى بها إليها فأكلتها واكل هو باقي الرطب وضيعنا سمنا وقتلنا كلبنا ما في موسى
(٩٢)