الله ثم التفت إلي من بين الجماعة وقال يا صبيح قلت لبيك يا مولاي وسقطت لوجهي فقال لي قم بوجهك الله وقل له يريدون ان يطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ثم رجعت إلى المأمون ووجهه كقطع الليل المظلم فقال يا صبيح ما ورائك قلت يا أمير المؤمنين وجدته جالسا في محرابه وناداني باسمي وقال لي كيت وكيت ثم شد المأمون ازراره ولبس ثيابه وقال قولوا كان قد غشي عليه وقد افاق من غشوته قال هرثمة فأكثرت لله حمدا وشكرا ودخلت على مولاي الرضا (ع) فلما رآني قال يا هرثمة لا تحدث بما حدثك به صبيح الديلمي الا من امتحن الله قلبه بمحبتنا وبولايتنا فقلت نعم يا مولاي ثم قال (ع) يا هرثمة والله ما ضرنا كيدهم حكى الحسين بن حمدان الحضيني روى قال حدثني زيد بن محمد القمي قال حدثني عبيد الله أين جعفر الملالي قال كنت مع هرثمة بن أعين وفي جملة حين خرج مع المأمون ومع مولانا الرضا (ع) من مرو إلى طوس فحضرت وفاة الرضا (ع) وغسله ودفنه وشاهدت ما كان جرى في ذلك وسالت هرثمة عن الشئ الذي سم به الرضا (ع) قال هرثمة كنت بين يدي المأمون ليلة إلى أن مضى من الليل أربع ساعات، بعد الأربع الساعات قرع انسان بابي فكلمه بعض غلماني فقال له قل لهرثمة أجب سيدنا الرضا (ع) فقمت مسرعا واخذت ثيابي علي وأسرعت إليه (ع) فدخل الغلام بين يدي ودخلت ورائه وإذا بسيدنا الرضا (ع) في صحن
(١٠١)