ووجه مع الغلام الثمن الذي يساوي الحبرة بخراسان فعجبت مما ورد علي وقلت والله لاكتبن له مسائل انا شاك فيها ولامتحنه بمسائل سئل أبوه (ع) عنها وأثبت تلك المسائل في درج وعدت إلى بابه والمسائل في كمي ومعي صديق لي مخالف لا يعلم شرح هذا الامر فلما وافيت ببابه رأيت العرب والقواد والجند يدخلون إليه فجلست ناحية داره وقلت في نفسي متى إذ أصل إلى هذا وانا متفكر وقد طال قعودي وهممت بالانصراف إذ خرج خادم يتصفح الوجوه ويقول أين ابن الياس الفسوي فقلت ها انا ذا فاخرج من كمه درجا وقال هذا جواب مسائلك وتفسيرها ففتحته وإذا فيها المسائل التي في كمه وجوابها وتفسيرها فقلت اشهد الله ورسوله على نفسي انك حجة الله واستغفر الله وأتوب إليه وقمت فقال لي رفيقي إلى أين تسرع فقلت قد قضيت حاجتي في هذا الوقت وانا أعود للقائه بعد هذا وروي انه كان من ثقات المأمون غلام يقال له صبيح الديلمي وكان يتولى الرضا (ع) حق ولايته حدث عنه هرثمة بن أعين قال قال لي صبيح الست تعلم اني ثقة المأمون في سره وعلانيته قلت بلى قال اعلم يا هرثمة ان المأمون دعاني ودعا بغلام من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الأول من الليل فدخلنا عليه وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع بين يديه وبين يديه سيوف مسلولة مسمومة ثم دعا بأنفس من ثقات غلمانه واخذ على كل واحد منا العهد والميثاق بلسانه ولم يكن بحضرته أحد غيرنا وقال هذا العهد لازم لكم ان كنتم تفعلون ما امركم به ولا تخافون منه شيئا فقلنا
(٩٩)