الذين كانوا قبل ذلك يملكونهم ويظهرون عليهم، وكانوا قبل ذلك أذلة فيهم فملكهم الله عز وجل أمره، وقتل الجبابرة بينهم بأيديهم وورثهم ملكهم وديارهم وأموالهم وكذلك يورث الله الأرض ومن فيها أولياءه كما وعدهم عز وجل ذكره وهو لا يخلف وعده.
[1231] وعن علي عليه السلام، أنه قال: بنا يبتر الله الكذب، وبنا يدرك ثاره المؤمن، وبنا يتخلع ربق الذل من أعناقكم لا بكم، وبنا يختم لا بكم.
[ضبط الغريب] قوله: يبتر: أي يقطع. والبتر: قطع الذنب ونحوه إذا استوصل، يقال منه:
بتره، فانبتر.
وكذلك قطع أولياءه الله الكذب الذي كذبه الظالمون على الله عز وجل وعلى رسوله وأوليائه بما أتوا به من الحق عن الله وعن رسوله فقطعوا بذلك كذب الظالمين، وانتحال المبطلين. البترة: الظلامة في الدم وغيره، فبأولياء الله يدرك المؤمنون ما ظلموا به من ذلك، ويدرك أولياء الله ثاراتهم ممن نال ذلك من أسلافهم.
وقوله: بنا يتخلع ربق الذل من أعناقكم.
الربق جمع ربقة، وهو الخيط الواحد أيضا منه ربقة، وهو ما يجعل في العنق يربط به الشاة وغيرها. وفي الحديث: من فعل كذا وكذا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه، أي في عنقه من عقد الاسلام. وقتل منه شاة مربقة ومربوقة كل ذلك صفات التي يربط في عنقها خيط، فبأولياء الله يزول ربق الذل من أعناق المؤمنين التي كان أعداء الله أوثقوهم بها في غلبهم عليهم.
[1232] وعن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه