لم تجداني كما أردتما، فلما دخلا على المأمون، قالا: يا أمير المؤمنين إنا قصدنا الرضا (عليه السلام) وجربناه وأردنا ان نقف على ما يضمره لك فقلنا وقال.
فقال المأمون: وفقتما، فلما خرجا من عند المأمون، قصده الرضا (عليه السلام) وأخليا المجلس واعلمه ما قالا وأمره ان يحفظ نفسه منهما، فلما سمع ذلك من الرضا (عليه السلام) علم أن الرضا (صلوات الله عليه) هو الصادق (1).
هذه سبعة بسبعة (2)، والذي حصل لي بعد التأمل في هذه الأخبار في المقامين أن هشام بن إبراهيم المشرقي ثقة صاحب كتاب وهو الموجود في الأسانيد ويلقب بالعباسي، وهناك هشام بن إبراهيم اخر يلقب بالعباسي أيضا وهو الذي كان مستقيما أو منافقا، ثم أظهر النصب والعداوة والتزندق، وكان من جملة رجال الدولة وأعوان العباسية، والذي يدل على تعدد العباسي أمور:
أ - ان أحدهما مشرقي اي من أهل الشرق والمراد به خراساني وما والاها من أهل ختل كسكر في القاموس (3) وغيره، بلد بما وراء النهر، وقد خرج منه جماعة من العلماء والمحدثين ومنهم إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي من مشايخ أبي عمرو الكشي، والثاني راشدي همداني وهمدان من بلاد الجبل.
ب - إن وجه تسمية المشرقي بالعباسي انه كتب لنجاة نفسه من هارون كتابا أثبت فيه امامة عباس فنجى منه كما مر عن الكشي وإن اشتبه عليه فذكره في ذيل ما ورد في ذم الاخر، واما الثاني فوجه التسمية تأديبه العباس ابن