شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٧٥
في هذا وكأنه يرى أن صور ما يجري في الأرض هو في العالم العلوي كالنقوش وكأنه يدور بدوران الآخر فما جاء بعض النفوس انتقش فيها وهذا تحكم لم يقع عليه برهان، وقال أهل السنة: الرؤيا اعتقاد يخلقه الله تعالى في قلب النائم كما يخلقه في قلب اليقظان ويجعله علما على أمر يخلقه في ثاني الحال أو على أمر خلقه فإذا خلق في قلب النائم اعتقاد الطيران وليس بطاير فغايته أنه اعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه وكم من في اليقظة يعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه ويجعل ذلك الاعتقاد علما على غيره كما يجعل الغيم علما على نزول المطر بفعل الله سبحانه.
وقال القرطبي: قيل: إن لله تعالى ملكا موكلا بعرض الرؤيات على المحل المدرك من النائم فيمثل له صورا محسوسة فتارة تكون تلك الصور أمثلة موافقة لما يقع في الوجود وتارة تكون أمثلة لمعان معقولة غر محسوسة وفي الحالين تكون مبشرة ومنذرة وقيل الرؤيا إدراك أمثلة منضبطة، وأورد عليه بأنه لا يصح تفسير الرؤية بالإدراك لأن النوم ضد عام للإدراك كما أن الموت ضد عام له فلا يجامعه، وأجيب بأن الجزء المدرك من النائم لا يحله النوم فلا يجتمع الإدراك مع النوم فالعين نائمة والقلب يقظان كما قال صلى الله عليه وآله: «تنام عيناي ولا ينام قلبي» وقال عياض: اتفق المتكلمون على أن النائم الذي استغرق النوم جميع أجزاء قلبه لا يصح أن يعلم لأن النوم آفة تضاد التمييز، واختلفوا في الاعتقادات والظنون والتخيلات، فقال قوم: إنها لا تصح منه أيضا ولا تصح منه الرؤيا لأن الرؤيا ضرب أمثلة ولا يصح ضربها للنائم ومن لا تمييز له، وقال قوم: لا يمتنع أن يكون ظانا أو متخيلا وإنما يمتنع أن يكون عالما وقد رجح الأول بأن الظنون والاعتقادات والتخيلات جنس واحد مضاد للعلم فكما يضاده النظر في العلم فكذلك يضاده أضداده وأما الرؤيا التي يراها النائم فإنما يراها لأن النوم لم يستغرق الجزء الذي هو محل الإدراك من القلب ولا يلزمهم ما لزم الآخر من أنه لو كان كذلك لكان مكلفا لأنهم لا يقولون أنه مميز حقيقة وإنما يقولون:
أن عنده بقية حياة وبعض تمييز، وقال الآبي: قال بعض المعتزلة: الرؤيا هي رؤيا العينين، وقال بعضهم: هي رؤية بعينين يخلقهما الله تعالى في القلب وسماع بأذنين يخلقهما الله تعالى وقال أكثرهم: هي تخيلات لا حقيقة لها ولا تدل على شيء.
أقول هذا ما بلغني من أقوالهم ولا يبعد أن يقال: إن جميع ما كان وما هو يكون وما كائن في اللوح المحفوظ فإذا تعطلت الحواس بالنوم وفرغت النفس عن الاشتغال بها يعرض عليها ملك الرؤيا ما كان فيه بقدر استعدادها وما كان من هذا القبيل فهي الرؤيا الصادقة ولذلك قد يخبر النائم بما وقع في العالم وبما هو واقع وبما يقع بعد وتلك الرؤيا هي التي تعد جزءا من أجزاء النبوة كما سيأتي وقد تشتغل النفس بالصور والمعاني التي في الحس المشترك والخيال وتركبها على أنحاء
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481