مختلفة وقد يكون ذلك التركيب مطابقا لما في نفس الأمر وقد لا يكون وهذه قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة وأضغاث أحلام وقد يعرض عليها الشيطان ويشوشه ويفزعه وهذا من تسويله وتحذيره كما سيجيء وفي بعض الروايات تعليم دعاء للفرار من ذلك المكروه والله أعلم بحقائق الأمور.
58 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: رأى المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءا من أجزاء النبوة.
* الشرح:
قوله (رأي المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءا من أجزاء النبوة) المراد برأي المؤمن فراسته الصادقة وإدراكاته الحقة وبرؤياه رؤياه الصادقة وبآخر الزمان زمان غيبة المعصوم ويحتمل الأعم قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: «المراد بالأول ما يخلق الله في قلبه من الصور العلمية في حال اليقظة وبالثاني ما يخلق الله في قلبه حال النوم وكأن المراد بآخر الزمان زمان ظهور الصاحب عليه السلام فإن في بعض الأحاديث وقع التصريح بأن في زمن ظهوره عليه السلام يجمع الله قلوب المؤمنين على الصواب في كل باب ولفظة «على» ههنا نهجية أي على نهج سبعين جزءا يعني يكونان مثل الوحي موافقا للواقع دائما وهما نوع من الوحي يتفضل الله به في زمن ظهور المهدي عليه السلام» انتهى.
ومن طريق العامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «إذا اقترب الزمان لم تكن رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المؤمن جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة» ومن طريق آخر لهم: «إنها جزء من سبعين جزءا من النبوة» قال محيي الدين البغوي: فسر أبو داود تقارب الزمان باعتدال الليل والنهار ووجه ذلك باعتدال الأمزجة حينئذ فلا تكون في المنام أضغاث أحلام فإن موجب التخليط إنما هو غلبة خلط على المزاج وفسره غيره بقرب القيامة، ويشهد للثاني أن هذا الخبر جاء من طريق أبي هريرة أنه قال: «في آخر الزمان لا تكذب رؤيا المؤمن» وقال القرطبي: المراد بآخر الزمان الزمان الذي فيه الطائفة التي تبقى مع عيسى عليه السلام بعد قتل الدجال يبقى سبع سنين ليس بين اثنين عداوة فهم أحسن الأمة حالا وأصدقهم قولا وكانت رؤياهم لا تكذب، وقد قال صلى الله عليه وآله: «أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا» ورد ابن العربي التفسير الأول بأنه لا أثر لإعتدال الزمان في صدق الرؤيا إلا على ما يقوله الفلاسفة من اعتدال الأمزجة حينئذ، ثم أنه وإن كان هذا في الاعتدال الأول لكن في الإعتدال الثاني حين تحل الشمس برأس الميزان الأمر بالعكس لأنه يسقط حينئذ الأوراق ويتغلس الماء عن الثمار، ثم قال: