الأرض والمستجير محفوظ في ذمة الله تعالى».
أقول: كأن الصدوق حمل البحر على حقيقته ويرفع استبعاد ذلك الله تعالى قادر على جميع الممكنات وأن وجود البحر على الوجه المذكور ممكن عقلا وكذا زوال الفلك عن مداره سواء كانت حركته عليه إرادية أو قسرية أو طبيعية أما على الأولين فظاهر وأما على الأخير فلجواز مفارقة مقتضى الطبع عنه من باب خرق العادة بأمر الخالق له كما يشهد عليه صيرورة نار نمرود بردا وسلاما لخليل الرحمن، فإذا أخبر المخبر الصادق على وجوده وجب علينا التسليم والقبول وإن لم نعرف حقيقة ذلك البحر وكميته وكيفيته وضعه وموضعه ووحدته وتعدده على أن يكون أحدهما بين سماء الدنيا والأرض والآخر بين السماء فإن العلم بذلك موضوع عنا كما في ساير الأسرار الغيبية.
ثم أقول: يمكن أن يأول بوجهين الأول أن يراد بالبحر الأرض مع ظلها المخروطي الداير في الهواء وجرم القمر مع ظله الداير في السماء فبالأول يتحقق خسوف القمر والنجوم إذا وصل الخط المخرج من مركز الشمس ورأس الظل الأول إلى مركز القمر والنجوم وبالثاني يتحقق الكسوف إذا وصل الخط الشعاعي إلى مركز القمر والشمس، الثاني أن يراد بالبحر الغضب على سبيل الاستعارة أيضا وهو محيط بالسفليات يصل أثره إليها بالإهلاك والاستيصال وغيرهما وبالعلويات يطمس أنوارها والملائكة واسطة في إيصال أثره إليهما كما هو معروف في قصة قوم لوط وطمس أعينهم وغيرها مما وقع في الأمم السابقة وإزالتهم الفلك عن مجاريه وصيرورة النجوم في ذلك البحر وخروجها منه عبارة عن تغير حالها إلى حال ووصفها إلى وصف والله يعلم حقيقة كلام وليه.
* الأصل:
42 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن الفضل بن إسماعيل الهاشمي، عن أبيه قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ما ألقى من أهل بيتي من استخفافهم بالدين، فقال: يا إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك فان الله تبارك وتعالى جعل لكل أهل بيت حجة يحتج بها على أهل بيته في القيامة فيقال لهم: ألم تروا فلانا فيكم، ألم تروا هديه فيكم، ألم تروا صلاته فيكم، ألم تروا دينه، فهلا اقتديتم به، فيكون حجة عليهم في القيامة.
* الشرح:
(يا إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك.. اه) أشار إلى أن استخفافهم بالدين لا يضرك وأنه غير مختص بهم بل هو في كل أهل بيت وأنك حجة على أهل بيتك كما أن في كل أهل بيت من هو حجة عليهم.