* الأصل:
60 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): في قول الله عزوجل: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه.
* الشرح:
قوله (قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشره بها في دنياه) يعرف حسنها وصدقها باطمينان قلبه وسكونه الذي ألقاه الله تعالى إليه.
* الأصل:
61 - علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن. وتحذير من الشيطان، وأضغاث أحلام.
* الشرح:
قوله (قال الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان وأضغاث أحلام) من طريق العامة عن النبي صلى الله عليه وآله «إن الرؤيا ثلاث فرؤيا صالحة بشرى من الله ورؤيا تحزن من الشيطان ورؤيا فيما يحدث المرء نفسه» أقول: إنما نسب الأولى إلى الله تعالى لطهارتها من حضور الشيطان وإفساده لها وسلامتها من الغلط والخطأ والتخليط من الأشياء المتضادة، والرؤيا التي منه تعالى غير منحصرة في البشارة إذ قد يكون إنذارا منه لاعتنائه بعبده لئلا يأتي ما قدر عليه أو يتوب ويرجع عما فعله من المعاصي ويكون منه على حذر كما يقع ذلك في كثير من الصالحين ونسب الثانية إلى الشيطان لأنها نشأت من تشويشاته وتدليساته تحذيرا من شيء أو ترغيبا فيه ليشغل بال الرائي ويدخل الضرر والهم فيه، وسيأتي قبل حديث محاسبة النفس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا رأى الرجل ما يكره في منامه فليتحول من شقه الذي كان عليه نائما وليقل (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله) ثم ليقل:
عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم» والثالثة أضغاث أحلام وهي الرؤيا التي لا يمكن تأويلها لاختلاطها وجمعها للأشياء المتضادة والمختلفة كما أن الضغث يجمعها لأنه قبضة من حشيش مختلطة الرطب اليابس قال بعض المعبرين: الرؤيا ثمانية أقسام سبعة لا تعبر، من السبعة أربعة نشأت من الخلط الغالب على مزاج الرائي فمن غلب على مزاجه الصفراء رأى الألوان الصفر والطعوم المرة والسموم والصواعق لأن الصفراء مسخنة مرة، ومن غلب عليه الدم رأى الألوان الحمر والطعوم