شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٧٧
والصحيح التفسير الثاني لأن القيامة هي الحاقة التي تحق فيها الحقائق فكل ما قرب منها فهو أخص بها. وقال الآبي: فسره بعض الشافعية بثالث هو من قوله صلى الله عليه وآله: «يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة» قالوا: وذلك عند خروج المهدي عليه السلام وهو زمان يقصر ويتقارب أجزاؤه للاستلذاذ به هذا كلامهم، ثم أنه لابد هنا من بيان شيئين أحدهما بيان السبب لكون رؤيا المؤمن جزء من أجزاء النبوة وثانيهما بيان السبب لهذه النسبة المخصوصة أعني كونها جزءا من سبعين جزءا، أما الأول فنقول: الرؤيا الصادقة من المؤمن الصالح جزء من أجزاء النبوة لما فيها من الإعلام الذي هو على معنى النبوة على أحد الوجهين.
وقد قال كثير من الأفاضل أن للرؤيا الصادقة ملكا وكل بها يري الرائي من ذلك ما فيه من تنبيه على ما يكون له أو يقدر عليه من خير أو شر وهذا معنى النبوة لأن لفظ النبي قد يكون فعيلا بمعنى مفعول أي يعلمه الله تعالى ويطلعه في منامه من غيبه ما لا يظهر عليه أحد الا من ارتضى من رسول، وقد يكون بمعنى فاعل كعليم أي يعلم غيره بما ألقى إليه وهذا أيضا صورة صاحب الرؤيا.
وقال القرطبي: الرؤيا لا تكون من أجزاء النبوة إلا إذا وقعت من مسلم صالح صادق لأنه الذي يناسب حاله حال النبي وكفى بالرؤيا شوقا أنها نوع مما أكرمت به الأنبياء وهو الاطلاع على شيء من علم الغيب كما قال صلى الله عليه وآله «لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصادقة يراها الرجل المسلم» وأما الكافر والكاذب والمخلط وإن صدقت رؤياهم في بعض الأحيان فإنها لا تكون من الوحي ولا من النبوة إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره نبوة بدليل الكاهن والمنجم فإن أحدهم قد يحدث ويصدق لكن على الندرة وكذلك الكافر قد تصدق رؤياه كرؤيا العزيز سبع بقرات ورؤيا الفتيان في السجن ورؤيا عاتكة عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وهي كافرة ولكن ذلك قليل بالنسبة إلى مناماتهم المخلطة الفاسدة.
وأما الثاني فقيل: يحتمل أن يكون هذه التجزية من طريق الوحي منه ما سمع من الله تعالى بدون واسطة كما قال تعالى (أو من وراء حجاب) ومنه ما سمع بواسطة الملك ومنه ما يلقى في القلب كما قال تعالى: (أو من وراء حجاب) أي الالهام، ومنه ما يأتي معه الملك وهو على صورته، ومنه ما يأتيه به وهو على صورة آدمي، ومنه ما يأتيه في منامه بحقيقته، ومنه ما يأتيه بمثال أحيانا يسمع الصوت ويرى الضوء، ومنه ما يأتي به كصلصة الجرس ومنه ما يلقيه روح القدس في روعه إلى غير ذلك مما وقفنا عليه ومما لم نقف ويكون مجموع الطرق سبعين فتكون الرؤيا التي هي ضرب مثال جزءا من ذلك العدد من أجزاء الوحي.
والحاصل أن للنبي طرق إلى العلم وإحدى تلك الطرق الرؤيا ونسبتها إلى تلك الطرق أنها جزء
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481