شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٦٠
عليهم الإتيان بما فيه رضاه والاجتناب عما فيه سخطه ولعل المراد بأمر الله الموت كما قيل في تفسير (فإذا جاء أمر الله) (لا مرد له)، ويحتمل الأعم منه ثم رغب في الطاعة وزجر عن المعصية بانقطاع زمانهما سريعا وترتب ما لكل منهما عليه عن قريب في قوله (وكل ما هو آت قريب) أراد به الموت وما بعده أو الأعم (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) دل على أنه يشاء كل ما يكون وهذا في فعله تعالى ظاهر وأما في فعل العباد فبإعتبار أنه لما أعطاهم القوة على الطاعة والمعصية ولم يجبرهم على شيء منهما تحقيقا لمعنى الاختيار والتكليف فقد شاء صدورهما منهم إذ لو لم يشأ لما أعطاهم القوة ولجبرهم على الطاعة أو باعتبار أنه لما شاء مشيئتهم فقد شاء أفعالهم وبهذا فسر بعض المفسرين قوله تعالى: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) وهذا قريب من الأول وقيل المراد بالمشيئة العلم وهذا التوجيه وإن كان بعيدا لغة وعرفا لكنه أنسب معنى إذ لا يحتاج إلى التوجيه أصلا وعلى التقادير يظهر سر ما روي من أنه شاء ولم يرض وقد ذكرنا في شرح التوحيد في باب المشيئة وغيره ما ينكشف به الغطاء.
(فتعاونوا على البر والتقوى) الظاهر أن الفاء فصيحة أي إذا عرفتم ما ذكر من المواعظ والنصايح ولزوم الطاعة والتحرز عن المعصية «فتعاونوا على البر والتقوى» وإنما أمر بالتعاون فإن نظام الدين وقوامه لا يحصل إلا به كما ستعرفه في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ولعل المراد بالبر الإحسان إلى الخلق مثل العفو والإغضاء وغيرهما والإتيان بالمأمور به وبالتقوى الإجتناب عن المنهي عنه. ويمكن تخصيص البر بالإحسان وتعميم التقوى وشمولها للامتثال والاجتناب (ولا تعاونوا على الإثم) بترك الأوامر وفعل المناهي (والعدوان) بالتشفي والانتقام وترك الإحسان (واتقوا الله إن الله شديد العقاب) وعيد عظيم بأنه يعذب من خالفه عذابا شديدا لشدة شكيمته وعظمة جريمته.
* الأصل:
40 - وبهذا الإسناد، عن أبان، عن يعقوب بن شعيب أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (كان الناس امة واحدة) فقال: كان الناس قبل نوح امة ضلال فبدا لله فبعث المرسلين وليس كما يقولون لم يزل وكذبوا، يفرق الله في ليلة القدر ما كان من شدة أو رخاء أو مطر بقدر ما يشاء الله عزوجل أن يقدر إلى مثلها من قابل.
* الشرح:
(كان الناس أمة واحدة) فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب، قال القاضي:
أريد به الجنس ولا يريد أنه أنزل مع كل واحد كتابا يخصه فإن أكثرهم لم يكن له كتاب يخصهم
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481