أعمى والمرأة عمياء والجمع عمي من باب أحمر وحمر وعميان أيضا ولا يقع العمى إلا على العينين جميعا ويستعار القلب كناية عن الضلالة وعدم الإدراك والعلاقة عدم الاهتداء للمقصود وهو في الفرع أشد من الأصل لأن المطلوب فيه أكثر وأعظم والضرر اللاحق بفواته أفخم وأدوم.
(وشر الندامة ندامة يوم القيامة) وذلك لأن الندامة على ترك الشيء أو فعله إنما هي على قدر نفع ذلك الشيء أو ضره ومن البين عقلا أو نقلا أن نفع يوم القيامة وضره أشد وأبقى من نفع الدنيا وضرها فلذلك تكون ندامة القيامة أشد وأقوى (وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذب) لما عرفت من أن الكذب خطيئة متضمنة لخطايا غير محصورة وعد لسان الكذاب خطيئة مجاز من باب تسمية المحل باسم الحال أو المراد باللسان الكلام وهذا شايع كما يقال: أنا لا أعرف لسان فلان (وشر الكسب كسب الربا) سواء انتفع به بالأكل وغيره أم لا وتخصيص الأكل بالذكر في قوله تعالى: (والذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) أي لا يقومون من قبورهم إلا قياما كقيام المصروع الذي يتخبطه الشيطان فيصرعه بزعم العرب للتنبيه بذكر الأكل على سائر وجوه الانتفاع أو لأن الأكل أعظم المقاصد من تحصيل المال وقد عد الصادق عليه السلام درهما من الربا أعظم من سبعين زنية بذات محرم في بيت الله الحرام ومما يدل على أنه شر الكسب أن كل كسب يقصد به الخير والبركة والنماء ولا خير ولا بركة ولا نماء في الربا بل هو يذهب ويذهب المال ويوجب محقه ونقصانه كما قال تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) والمحق هو نقصان الشيء حتى يذهب على أن فيه ظلما على المحتاج الفقير بأخذ زائد على ما عليه مع أنه يشيد فقره ويزيده ويسد باب المواساة والمعروف والإحسان وقرض الحسنة إذ لو حل الربا لشق على النفس جميع ذلك لإمكان الزائد به وإذا حرم سهل عليه ففي تحريمه حكمة بليغة فمن أخذه بعده فهو دافع لتلك الحكمة.
(وشر المأكل أكل مال اليتيم) الظاهر أن المأكل مصدر ميمي بقرينة حمل المصدر عليه وقد مر تفسيره في باب الكبائر وغيره (وأحسن الزينة زينة الرجل هدى حسن مع إيمان) زينة الرجل بدل من الزينة وتخصيصه بالذكر للتمثيل وهدي بالفتح والسكون السيرة والطريقة ورفعه على الخبر ووصفه بالحسن للاحتراز عن الهدي القبيح وتقييده بالإيمان للدلالة على أنه لا ينفع بدونه وفيه ترغيب في تحصيله (واملك أمره به وقوام خواتيمه) الملاك بالفتح والكسر قوام الشيء ونظامهم وما يعتمد عليه فيه وضمير أمره وخواتيمه راجع إلى الرجل وضمير به إلى الهدي الحسن مع الإيمان وفيه أيضا ترغيب فيه إذ به يستقيم أمره ما دام العمر وينتظم خواتيمه عند الموت وما بعده (ومن يتبع السمعة يسمع الله به الكذبة) السمعة وتضم وتحرك ما نوه بذكره ليرى ويسمع وتسميع