وإنما كانوا يأخذون بكتب من قبلهم وعن كعب: الذي علمته من عدد الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر والمذكور في القرآن باسم العلم ثمانية وعشرون (فقال كان قبل نوح أمة ضلال) كان بين آدم ونوح عشرة آباء وأنبياء وأوصياء إلا أنهم كانوا مستخفين للعلم والإيمان وميراث النبوة وذلك لأن قابيل بعد موت آدم قال: يا هبة الله - وهو شيث وصي آدم عليه السلام - إني قد رأيت أبي قد خصك من العلم وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه وإنما قتلته كيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فإن أظهرت العلم قتلتك كما قتلت أخاك فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم وغيره من آثار النبوة وشاع الجهل والضلالة حتى بعث الله نوحا فأظهر الدعوة (فبدا لله فبعث المرسلين وليس كما يقولون لم يزل وكذبوا، يفرق الله في ليلة القدر.. اه) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: فحدثت لله إرادة متعلقة ببعث نوح عليه السلام ومن بعده من الأنبياء لهداية الناس فإرادة الله تعالى حادثة وليست قديمة كما زعمت الفلاسفة ومولعوا فن الكلام من علماء الإسلام وكيف تكون قديمة وفي ليلة القدر من كل سنة يقدر الله ما يقع في تلك السنة والبداء في حقه تعالى حدوث إرادته وفي حق غيره حدوث علمه.
(٤٦١)