والنجوم والكواكب) العطف للتفسير أو للتعميم (وقدر ذلك كله على الفلك) الظاهر أنه الفلك الأعظم الذي به قوام الحركة اليومية والجنس محتمل فيشمل الخوارج المراكز بل التداوير أيضا ولا يبعد أن يكون للشمس أيضا تداوير وإن لم يثبتوه (ثم وكل بالفلك ملكا ومعه سبعون ألف ملك) حمل الملك على الظاهر أظهر فدل على أن حركة الفلك قسرية وحمله على نفس فلكية متبوعة لنفوس كثيرة معينة لها في تحصيل ما هو المطلوب منها محتمل وهذه النفوس بالنسبة إليها كالقوى بالنسبة إلى النفس الإنسانية (وأراد الله تعالى أن يستعتبهم) أي يلومهم ويخوفهم بآية من آياته ليرجعوا عن الذنوب والإساءة (فتصير الشمس) أي بعضها (في ذلك البحر) الظرفية إما حقيقية أو مجازية باعتبار أنها تصير بحذائه وبالأخير صرح بعض المحققين (فيطمس ضوءها) أي يمحو بعض ضوئها) (ويتغير لونها بطموس ضوئها (فإذا أراد الله أن يعظم الآية) لاصرار العباد على الذنوب (طمست الشمس) كلها (في البحر على ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية) أي على مقدار ما يحب من طمس الكل أو البعض وقلة المدة وكثرتها (وكذلك يفعل بالقمر) أي مثل ما يفعل بالشمس يفعل بالقمر من أجراء كله أو بعضه في ذلك البحر أو بحذائه لينخسف بعضه أو كله على قدر ما أحب من التخويف (أما انه لا يفزع لهما ولا يرهب بهاتين الآيتين إلا من كان من شيعتنا) المعتقدين بأن الكسوف والخسوف من الله تعالى لتخويف العباد بهما وقد أخبر عليه السلام بأنه لا يخاف بهاتين الآيتين إلى قيام الساعة على وجه يوجب صلاتهما إلا الشيعة.
وهذا من إخباره بالغيب لأنه لم يقل بوجوب هذه الصلاة من العصر إلى هذا الزمان أحد من المخالفين مع تواتر أخبارهم بأنه صلى الله عليه وآله صلاها وأمر بها يظهر ذلك لمن تتبع أصولهم وفروعهم، قال الآبي من مشاهير علمائهم: هذه الصلاة سنة عند الجميع وقد بسطنا الكلام فيه في موضعه، قال الأمين الأسترآبادي: كان العلة في أن الشيعة يرهبون بهما دون غيرهم أن مضمون هذا الحديث لا يصدق به إلا الشيعة لأنه منقول بطريق أهل البيت عليهم السلام وغير الشيعة يقول العلة في الكسوف والخسوف الحيلولة التي من مقتضى الحركات الفلكية (وإذا كان كذلك فافزعوا) أي الجأوا واستغيثوا (إلى الله عز وجل) بالصلاة (ثم ارجعوا إليه) بالتوبة والاستغفار والتضرع والخشوع قال الصدوق رحمه الله «إن الذي يخبر به المنجمون من الكسوف فيتفق على ما يذكرونه ليس من هذا الكسوف في شيء وإنما يجب الفزع إلى المساجد والصلاة عند رؤيته لأنه مثله في المنظر وشبيه له في المشاهد كما أن الكسوف الواقع مما ذكره سيد العابدين عليه السلام إنما وجب الفزع فيه إلى المساجد والصلاة لأنه آية تشبه آيات الساعة فأمرنا بتذكر القيامة عند مشاهدتها والرجوع إلى الله تبارك وتعالى بالتوبة والإنابة والفزع إلى المساجد التي هي بيوته في