* الشرح:
(فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا) أحياه جعله حيا وفي النهاية: المحيا مفعل من الحياة، ويقع على المصدر والزمان والمكان أي جعل حياتكم وموتكم كحياتنا وموتنا في الميل إلى الخيرات والفوز بالسعادات.
* الأصل:
39 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن عديس، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال: سمعت كلاما يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن علي (عليه السلام) وعن ابن مسعود فعرضته على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: هذا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعرفه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وشر الروي روي الكذب وشر الأمور محدثاتها وأعمى العمى عمى القلب وشر الندامة ندامة يوم القيامة وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذاب وشر الكسب كسب الربا وشر المأكل أكل مال اليتيم وأحسن الزينة - زينة الرجل - هدي حسن مع إيمان وأملك أمره به وقوام خواتيمه ومن يتبع السمعة يسمع الله به الكذبة ومن يتول الدنيا يعجز عنها ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكل، والريب كفر ومن يستكبر يضعه الله ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه الله ومن يشكر يز [ي] ده الله ومن يصبر على الرزية يعنه الله ومن يتوكل على الله فحسبه الله، لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ولا تقربوا إلى أحد من الخلق تتباعدوا من الله، فإن الله عزوجل ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيرا ولا يدفع به عنه شرا إلا بطاعته واتباع مرضاته وإن طاعة الله نجاح من كل خير يبتغى ونجاة من كل شر يتقى وإن الله عز ذكره يعصم من أطاعه ولا يعتصم به من عصاه ولا يجد الهارب من الله عزوجل مهربا، وإن أمر الله نازل ولو كره الخلائق، وكل ما هو آت قريب، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب.
* الشرح:
(قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الشقي من شقى في بطن أمه) روي: «السعيد سعيد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه» وذلك أن الله سبحانه علم سعادة كل شخص وهي ثباته في سبيل الله وسلوكه فيه وعلم شقاوة كل أحد وهي سلوكه في سبيل الطاغوت وثباته فيه فالسعيد سعيد في الأزل والشقي شقي في الأزل ولكن لما كان وجوده العيني وانطباق العلم بالمعلوم في هذا الوقت وهو أول وجوده في بطن أمه نسب في هذا الوقت إليه السعادة والشقاوة.