شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٧١
تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة. قال: فحكى الله قولهم فقال: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت).
* الشرح:
(فقال لي: يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟) الظاهر أن تقول للخطاب أي ما تقول أنت يا أبا بصير في تفسير هذه الآية (قال: قلت: إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله لا يبعث الموتى) أي ينكرون القيامة وحشر الناس فيها (قال: فقال: تبا لمن قال هذا) التب الهلاك والخسران ونصبه على المصدر بإضمار فعل أي ألزم الله هلاكا وخسرانا لمن فسر الآية به وهذا إما خبر أو دعاء وينبغي حمله في مثل أبي بصير على التوبيخ (سلهم) أي أهل العلم العارفين بأحوال المشركين.
(هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟) فإنهم يجيبونك أنهم إنما كانوا يحلفون بهما لا بالله فهذا التفسير ينافي قوله تعالى: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) (قلت جعلت فداك فأوجدنيه) أي بين لي المطلوب من الآية وأظفرني به حتى أعرفه من أوجد فلانا على مطلوبه إذا أظفره به وإنما قلنا: الظاهر أن (تقول) للخطاب لاحتمال أن يكون للغايبة وفاعله العامة ويؤيده قوله «سلهم» و «تبا» لأن الظاهر أن ضمير الجمع للعامة وأن التب لهم على الحقيقة لكنه احتمال بعيد إذ يأباه ظاهر قول أبي بصير «أوجدنيه» مع احتياجه إلى محذوف بغير قرينة ظاهرة فإن قوله «قلت: إن المشركين يزعمون» تقديره حينئذ قلت: يقولون: إن المشركين فليتأمل. (قال: فقال: يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا بعد موتهم قباع سيوفهم على عواتقهم) القباع بالكسر جمع قبيعة كسفينة وهو ما على طرف مقبض السيف من فضة أو حديد، وقيل: هي تحت شادتي السيف والعاتق المنكب (فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب) نسبوا الكذب إلى الشيعة في هذا القول وتعجبوا منه لزعمهم أن الرجعة باطلة وأن هذه الدولة القاهرة لا تحتاج إلى المعاونة بالموتى ثم قالوا ترويجا لكذبهم على سبيل المبالغة: (لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة) العيش الحياة عاش يعيش عيشا إذا حيى وأنت خبير بأن قولهم بإبطال الرجعة باطل إذ لا دليل لهم عقلا ونقلا على بطلانه مع دلالة الآيات والروايات على وقوعها في هذه الأمة وفي الأمم السابقة كما في حكاية عزير وموسى وعيسى عليهم السلام ومن البين أن الحكم بعد وجود شيء لا يستحيل وجوده عقلا باعتبار عدم وجدان الدليل على وجوده باطل فكيف إذا وجد الدليل عليه وأما عدم احتياج هذه الدولة القاهرة إلى الاستعانة بالموتى فممنوع وعلى تقدير التسليم يجوز أن يكون فائدة الرجوع إدخال السرور فيهم وتشفى صدورهم من مشاهدة نكال الأعداء واكتسابهم الأجر مرتين.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481